يرى الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور وسام عفيفة، أن المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة حماس تعكس تغيراً جوهرياً في التعاطي الأميركي مع الملف الفلسطيني، إذ يشير ذلك إلى اعتراف عملي بقوة حماس كطرف رئيسي في المعادلة.
ويعتقد د. عفيفة، في حواره مع "شمس نيوز"، أن هذه الخطوة تأتي رغم تهديدات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بفتح أبواب الجحيم على غزة"، ما يعكس تناقضاً بين الخطاب التصعيدي والواقع الدبلوماسي الذي تفرضه تطورات الميدان وضغوط الوسطاء الإقليميين.
وفي وقت سابق يوم أمس الأربعاء، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر قولها إن إدارة ترامب تجري محادثات مباشرة مع حركة حماس حول إطلاق سراح أسرى جنود الاحتلال الإسرائيلي من حملة الجنسية الأمريكي وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب.
ووفقاً للموقع، فإن هذه المحادثات، التي يقودها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، تعد غير مسبوقة، إذ لم يسبق للولايات المتحدة أن أجرت اتصالات مباشرة مع حماس، التي صنفتها كــ"منظمة إرهابية" عام 1997.
ومن وجهة نظر الدكتور عفيفة، فإن هذه المفاوضات قد تساهم في تسريع تنفيذ المراحل المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً إذا تم التوصل إلى تفاهمات بشأن تبادل الأسرى وإعادة الإعمار.
وأضاف أنها تمنح حماس فرصة لانتزاع مكاسب سياسية وإنسانية، خاصة في ما يتعلق بتخفيف الحصار وإعادة ترتيب الأولويات الدولية بشأن غزة.
وفي قراءته لردود الفعل الإسرائيلية، توقع الكاتب والمحلل السياسي، أن تثير هذه الخطوة غضباً واسعاً في أوساط كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تُعد تجاوزاً لدوره التقليدي كوسيط رئيسي في أي اتفاق متعلق بغزة.
وقد يسعى الاحتلال إلى عرقلة المسار، -كما يقول د. عفيفة-، من خلال تصعيد محدود أو ضغوط سياسية على واشنطن، لكنه قد يجد نفسه مجبراً على التعامل مع الوقائع الجديدة التي تفرضها هذه المفاوضات.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وكانت الولايات المتحدة الأميركية، مساء أمس الأربعاء، قالت إن المباحثات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) متواصلة دون الكشف عن تفاصيل.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي في جواب على سؤال حول المحادثات المباشرة بين واشنطن وحركة (حماس) أن "هذه محادثات مستمرة لا يمكن الإفصاح عن تفاصيلها".
يشار إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أثار عاصفة من الجدل بتهديده المباشر لسكان غزة بالموت إذا لم يتم الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين، مؤكداً دعمه غير المحدود "لإسرائيل" في مواصلة الحرب، وذلك عقب الكشف عن اتصالات أميركية سرية مع حماس، في تطور غير مسبوق.