غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

غيَّر المعادلة في السينما العالمية

الناقد السينمائي المصري كمال القاضي لـ"شمس نيوز": فوز فيلم "لا أرض أخرى" بالأوسكار انتصار تاريخي للفلسطينيين

الناقد السينمائي كمال القاضي: فوز الفيلم يعكس تحولاً في مقاييس الحُكم والتقييم لدى القائمين على جائزة الأوسكار
شمس نيوز - وليد المصري

فاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار 2025 لأفضل فيلم وثائقي طويل، إذ سلَّط الضوء على الاعتداءات والجرائم وممارسات الهدم والتهجير التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان مسافر يطا في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية منذ عام 2019 وحتى عام 2023.

وقد أضيفت هذه الجائزة إلى قائمة تضم 45 جائزة حصل عليها الفيلم منذ إصداره عام 2024، من بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز الفيلم الأوروبي 2024، ومهرجان برلين السينمائي الدولي 2024، وجوائز جوثام 2024.

ويرى الكاتب والناقد السينمائي المصري، وعضو النقابة العامة لاتحاد كُتَّاب مصر، كمال القاضي، أن فوز فيلم "لا أرض أخرى" بالأوسكار انتصار تاريخي للفلسطينيين؛ لأنه غيَّر المعادلة تماماً وقلبها من النقيض إلى النقيض، وأعاد النظر بحيادية واعتبار لماهية السينما الفلسطينية ومكوناتها ومضامينها، ومن ثم عدالة القضية الفلسطينية ذاتها كنتيجة حتمية وواقعية، طالما تغافلت عنها المؤسسات السينمائية التي تعمل تحت مظلات سياسية.

واعتبر الناقد السينمائي المصري، في حوار خاص مع "وكالة شمس نيوز للأنباء"، أن فوز الفيلم الفلسطيني، يُمثِّل تطوراً عظيماً في التعامل مع السينما الفلسطينية عالمياً، ويعكس تحولاً في مقاييس الحُكم والتقييم لدى القائمين على جائزة الأوسكار ولجنة التحكيم.

وقال الكاتب "القاضي"، إنه "قبل ذلك ولعهد قريب جداً كان تقييم الأفلام الفلسطينية، سواء التسجيلية أو الروائية، تقييماً سياسياً بحتاً بِغَضِّ النظر عن تميزها الإبداعي، وقد مَثَّل ذلك عقبة قوية أمام السينما الفلسطينية وحرمها من حقوقها المكتسبة في الفوز بالجوائز بالعديد من المهرجانات على مدار عقود طويلة، لاسيما الأوسكار بطبيعة الحال".

وأوضح أن الفيلم الوثائقي (لا أرض أخرى) يتمتع بكافة عناصر المقاومة والإقناع، كونه يعتمد على الصورة الحية التي لا تقبل التشكيك ولا مجال فيها للتأويل خارج السياق الواقعي.

الناقد السينمائي المصري كمال القاضي.png

ويتفق الكاتب والناقد السينمائي "القاضي" مع رؤية الفيلم، وتركيزه على الأعمال الإجرامية الهمجية وتوثيقها؛ لتظل الصورة التسجيلية الحية شاهد إثبات على العدوان السافر في مسافر يطا أو غيرها من المدن والمناطق الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن "الآلة الصهيونية لا تفرق في ممارسات الإبادة بين فئة وفئة أخرى أو إقليم وإقليم آخر".

وبالنسبة لعضو النقابة العامة لاتحاد كُتَّاب مصر، فإن الفيلم يحمل رسائل سياسية كبيرة، يرى أنها "وصلت بالفعل، وهذا ما أكدته الجائزة فمنحها في حد ذاته يعد الصدى الأقوى للتأثير الدولي والعالمي برغم محاولات التعتيم، وردود الأفعال الإسرائيلية الرافضة لها".

ردود الأفعال "الإسرائيلية" تلك، كانت معادية بشكلٍ يُمثِّل "منتهى الاتساق"، -كما أشار الناقد السينمائي المصري-، "لأنه رد فعل منطقي لعدو يعمل جاهداً طوال الوقت على تغييب الحقيقة، ويخشى من أي تغير في المفهوم العالمي للقضية"، لافتاً إلى أن "السينما بدورها عنصر مؤثر للغاية في هذا الخصوص، لذلك فإن "الإسرائيليين" قلقون من الجائزة وتبعاتها الثقافية والإعلامية، ومنزعجون بشدة من الاعتراف الدولي والعالمي بالسينما الفلسطينية.

وأثار فوز الفيلم الفلسطيني موجة من الانتقادات والغضب في الجانب الإسرائيلي، حيث علّق وزير الثقافة الإسرائيلي، "ميكي زوهار"، عبر حسابه على موقع x، قائلاً: "فوز فيلم لا أرض أخرى بجائزة الأوسكار يشكل لحظة حزينة في عالم السينما".

كما انتقدت القناة الـ14 الإسرائيلية هذا الفوز، ووصفت الفيلم بأنه "وثائقي معادٍ لإسرائيل"، مضيفة أن "هوليود تثبت مجدداً أنها اختارت الوقوف إلى جانب الطرف الآخر". -حسب زعمها-.

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وقدَّمت الأفلام الوثائقية مئات النماذج والإسهامات في هذا الصدد (قضايا الشعوب الخاضعة تحت الاستعمار)، وعبَّرت عن جُلِّ القضايا السياسية الإنسانية، -وفقاً لما يعتقده الكاتب القاضي-، واجتهدت قدر الإمكان في فضح الممارسات العنصرية القائمة على التمييز العرقي والطبقي والديني.

وأضاف: "استطاعت نوعيات كثيرة من الأفلام الوثائقية التخفيف من النظرة الدونية الاستعلائية للشعوب المقهورة، وقلَّلت إلى حد ما من وطأة المشاكل والأزمات لدى بعض الشعوب المأزومة بإبداء الدعم والمساندة.

من خلال رؤية الناقد السينمائي المصري "كمال القاضي" وقراءته المعمقة، فإن هذا "النوع السينمائي هو نوع جد متميز ولديه القدرة التأثيرية البالغة على إحداث التغيير، شريطة أن تتوافر له القوة الإنتاجية والدعائية ليتمكن التنفس بحرية خارج شرنقة العروض النخبوية المحدودة، ويتخلص من الأطر الضيقة؛ لتصير له شعبية الفيلم الروائي الطويل".

الكاتب والناقد السينمائي المصري كمال القاضي.jpg

والفيلم الوثائقي الحاصل على الأوسكار من إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، وإخراج رباعي يتكون من الثنائي الفلسطيني باسل عدرا، وحمدان بلال، والثنائي الإسرائيلي يوفال أبراهام، وراحيل تسور، الذين تُعرف عنهم نشاطاتهم الداعمة للقضية الفلسطينية.

وعلى مدار 95 دقيقة، يُبرز الفيلم ممارسات الهدم والتهجير التي قامت بها قوات الاحتلال ضد سكان مسافر يطا منذ عام 2019 وحتى عام 2023، ويتناول العمل السينمائي بأسلوب وثائقي تأثير هذه الاعتداءات على حياة السكان اليومية، مُسَلِّطَاً الضوء على حجم المعاناة الإنسانية الناتجة عنها.

وقد تسلّم الجائزة المخرج الفلسطيني باسل عدرا والصحفي يوفال أبراهام، حيث أعرب عدرا عن أمله في أن يُحدث الفيلم تغييراً على مستوى العالم، لوقف الظلم والتطهير العرقي الذي يعانيه الشعب الفلسطيني. وأكد عدرا أن: "الفيلم يعكس الواقع القاسي الذي نعيشه منذ عقود، ونطالب العالم باتخاذ إجراءات فعلية لإيقاف هذه الانتهاكات".