أفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن أشخاص مطلعين، مساء الأربعاء، بأن مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد، قررت عدم تعيين أحد منتقدي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في منصب رفيع يتولى تقديم الإحاطات الاستخبارية اليومية إلى الرئيس، بعد أن أثار مقترح تعيينه استياء بعض أعضاء ائتلاف الرئيس ترامب.
وبحسب ما تشير الصحيفة، فإن غابارد ألغت مقترحها بشأن تعيين دانيال ديفيس في منصب نائب "مدير تكامل المهام"، بعد أن كان يخضع لفحص أمني ليتولى المنصب الذي يشرف على إعداد الموجز اليومي للرئيس، وهو ملخص لتقييمات الاستخبارات التي تُرفع إلى البيت الأبيض وكبار صانعي السياسات. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لـ"نيويورك تايمز"، إن غابارد ألغت مقترحها بعد أن أثار ذلك غضب المحافظين المتشددين في الكونغرس.
ويعمل ديفيس في مؤسسة "أولويات الدفاع" التي انتقدت التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، ودعمت جهود الرئيس دونالد ترامب في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب على أوكرانيا. ويعتقد المعارضون لقرار تعيينه أن تشكيكه في حرب غزة قد يُضعف دعم إدارة ترامب لإسرائيل.
وحين كان الرئيس دونالد ترامب يطرح خطته للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه منه، قال ديفيس إن إخراج السكان من القطاع سيكون بمثابة "تطهير عرقي".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة سيكون "وصمة عار على هويتنا كأمة، كثقافة، ولن تزول قريبًا"، كما تحدث مرارا عن معاناة الفلسطينيين في غزة.
ورغم أن غابارد لم تعلق كثيرا عن الحرب على غزة، إلا أن مواقف ديفيس بما في ذلك تشككه في الدعم الأميركي للمجهود الحربي الأوكراني ومخاوفه بشأن "عواقب إسقاط نظام الأسد"، تتوافق مع آرائها.
ويسلط إلغاء تعيين ديفيس الضوء على التغييرات في السياسة الخارجية للإدارة الجديدة والتوتر بين مؤيدي ترامب بشأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، إذ عينت إدارة ترامب جمهوريين أكثر تشددًا، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومايكل والتز، مستشار الأمن القومي، ومسؤولين آخرين بمن فيهم غابارد.
وقال ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية مارك بوليمروبولوس لـ"نيويورك تايمز"، إن مواقف ديفيس كانت خارج التيار الأيديولوجي السائد للحزب الجمهوري، مضيفًا "انتقاده العلني لإسرائيل ومعارضته لأي عمل عسكري ضد إيران يتعارضان مع سياسة الإدارة الحالية".
