شمس نيوز /عبدالله مغاري

تستمر أزمة معتمري قطاع غزة للشهر السادس على التوالي ,هذه الأزمة التي لم تحبط المتمنين لزيارة الديار الحجازية فقط, بل جعلت أصحاب شركات ومكاتب الحج والعمرة يعيشون شعور الإحباط في اليوم ألف مرة , وينتظرون خبرا يعلنه الجانب المصري, يخرجهم من كابوس الإفلاس ويوقف نزيف خسائرهم.

77 شركة ومكتب للحج والعمرة في غزة , جهزوا أوراقهم وتراخيصهم وإجراءاتهم القانونية للبدء في تسيير قوافل المعتمرين إلى الأراضي الحجازية في أواخر العام المنصرم, لتقف هذه القوافل أمام كف رفعته السلطات المصرية عقب حادث مقتل ثلاثين جنديا مصريا في سيناء، لتمر ستة أشهر دون أن يعود على هذه الشركات أي عائد مادي يقتات منه أصحابها والعاملون فيها ما يجعلهم يقفون أمام وحل الإفلاس وإغلاق مصادر أرزاقهم .

أوضاع صعبة

مدير شركة ضيوف الرحمن للحج والمعمرة "محمد حمدان" أكد على أن خسائر جسيمة لحقت بالشركة منذ توقف رحلات الحج والعمرة في غزة, لافتا إلى أن الأزمة أوقفت تطور الشركة وخطط توسيع عملها في قطاع غزة .

وقال "حمدان "في  حديثه لمراسل "شمس نيوز": منذ أن بدأت الأزمة والشركة تخسر في كل يوم, ونحن نقوم بدفع مصاريف تشغيلية دون أي عائد مادي, الشركة لديها موظفين وتدفع لهم أجرة بالإضافة إلى أنها تدفع أجرة مكاتبها".

وأضاف: تقدر خسائر الشركة بـ3000 دولار شهريا، وهذا على المدى البعيد له تبعات كبيرة، خاصة أنه ومنذ 6 شهور لم تخرج رحلات العمرة".

ولفت مدير شركة ضيوف الرحمن للحج والعمرة إلى أن الشركة  قلصت من رواتب موظفيها منذ أشهر لتفادي الكارثة المالية, منوها إلى أن استمرار الأزمة قد يجبرها على وقف رواتب موظفيها وإغلاق بعض فروعها في غزة .

وأشار "حمدان " إلى أن الشركة كانت قد وضعت تصورا لتوسيع عملها وزيادة حملاتها في قطاع غزة إلا أن أزمة معبر رفح وتوقف خروج المعتمرين حال دون تحقيق أي تطور وتقدم في عمل الشركة، على حد قوله .

نحو الإغلاق

"أبو عائد "وهو أحد أصحاب مكاتب الحج والعمر في غزة, أكد على أن استمرار إغلاق معبر رفح سيجبره على إغلاق مكتبه ,والبحث عن مصدر دخل آخر يعيل أسرته, معبراً عن استيائه من تجاهل المسئولين لقضية شركات الحج والعمرة والمعتمرين في غزة .

وقال "أبو عائد "في حديثه لمراسل شمس نيوز :أنا اليوم أجلس في مكتبي هربا من المنزل ومتطلباته وهنا أنا موجود بالمكتب  دون فائدة, فقط لأني لا أريد أن يعتقد الناس أني أغلقت المكتب".

 وأضاف: مكتبي اليوم يتكبد خسائر وإذا استمر هذا الحال فسأغلق المكتب وابحث عن مصدر دخل آخر يعيل أسرتي".

ونوه صاحب مكتب الحج والعمرة إلى أنه قام بالاستغناء عن العاملين في مكتبه وإغلاق الفرع الآخر بشكل مؤقت، ليضيف: قمت بإغلاق مكتبي الآخر مؤقتا واستغنيت عن العاملين, واليوم لا أعمل سوى أنا وأبنائي في المكتب".

وعبر "أبوعائد "عن استيائه من تجاهل المسئولين لقضية شركات الحج والعمرة والمعتمرين في غزة ,مناشدا صناع القرار الفلسطيني والجانب المصري بتحييد المعتمرين ومكاتب الحج والعمرة للخلافات السياسية ,كون أن موسم العمرة موسم ديني بحت.

محاولات وخسائر

رئيس جمعية أصحاب شركات ومكاتب الحج والعمرة في غزة "عوض أبو مذكور" أشار إلى محاولات جادة تبذلها الجمعية بالتنسيق مع جهات مختلفة لإنهاء أزمة معتمرين غزة ,لافتا إلى أن خسائر شركات ومكاتب الحج والعمرة تقدر بمائة ألف دينار شهريا .

وقال "أبو مذكور " لـ"شمس نيوز": نبذل جهودا منذ اللحظة الأولى لبداية الأزمة ,ناشدنا الرئيس محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ,وخادم الحرمين ,وقام الرئيس بتكليف محمود الهباش لمتابعة الموضوع، ولكن لا نتائج حتى اللحظة".

وبين رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة أن الجمعية ناشدت مؤخرا وزير الأوقاف في حكومة الوفاق ,الذي عمل بعدها على التنسيق مع وزير النقل والمواصلات ,والسفارة المصرية في رام الله والسفارة الفلسطينية في مصر لتحديد موعد لخروج لجنة من رام الله للقاء الجهات المختصة في الجانب المصري.

ونوه "أبو مذكور"إلى أن الهدف من زيارة اللجنة التنسيق لخروج فوج أو فوجين من المعتمرين في شهر رمضان, إلى جانب التنسيق لخروج لجنة الحج المشتركة للتنسيق وتجهيز الترتيبات لموسم الحج القادم ,لافتا إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يتم تبليغ الجانب الفلسطيني بأي رد".

وأشار "أبو مذكور"إلى أن مجمل خسائر شركات ومكاتب الحج والعمرة تقدر 600.000 دينار أردني حتى اللحظة, بمعدل خسارة مائة ألف دينار شهريا ,مشددا على ضرورة حل أزمة المعتمرين في قطاع غزة ,ومناشدا الرئيس محمود عباس للتدخل شخصيا لحل الأزمة .