شمس نيوز/ عمر اللوح
براد بوظة.. حلويات.. ألعاب أطفال.. ذرة مسلوقة، بهذه العبارات ينادي الآلاف من الباعة الجائلين على شاطئ بحر غزة، والذين يتخذون من فصل الصيف المتزامن مع عطلة المدارس، مصدر رزق لهم في ظل انسداد كثير من فرص العمل وعدم القدرة على توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية لكثير من الأسر.
ولا يقتصر العمل في هذه المهنة على الأطفال فقط، بل إن العشرات من الخريجين الجامعيين اتخذوا من شاطئ البحر مصدرا للرزق بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على وظيفة. الخريج معاذ القصاص ( 26 عاماً ) أوضح أنه بعد تخرجه من الجامعة وعدم حصوله على وظيفة اضطر للنزول إلى شاطئ البحر للعمل كبائع متجول لإعانة أسرته ومساعدتها في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بقطاع غزة.
وقال: أفترش خيمة صغيرة متواضعة لبيع البسكويت والحلويات والمثلجات على شاطئ البحر ومعي شقيقي الصغير".
وبيّن أن العمل على شاطئ البحر يجلب له بعض المال، لافتا إلى أن قطع التيار الكهربائي وقلة الأماكن الترفيهية يؤدي لازدحام المصطافين على شاطئ البحر.
ميزانية العام
وعلى رصيف البحر التقينا بائع الترمس جهاد قنديل (45عامًا)، الإنسان المرح البسيط، حيث أوضح أنه يبدأ العمل من الساعة الثامنة صباحاً بالجلوس بالقرب من النادي البحري، وبعد العصر عند غروب الشمس يبدأ بالتجول على "الكورنيش" بين الناس ليبيع بضاعته.
وقال: الربح في بيع الترمس في فترة العصر يكون أضعاف الفترة الصباحية، لأن الناس لا يحضرون إلا بعد العصر".
وأضاف: أجد متعة كبيرة في البيع على شاطئ البحر، خاصة وأنت ترى الأطفال يلعبون والكبار فرحين" مشيرًا إلى أنه يعتز ببيع الترمس، ويرى هذا العمل أفضل من الجلوس في المنزل.
وأوضح أن ثلاثة من أبنائه أيضا يبيعون الترمس على شاطئ البحر، واصفا الأرباح التي يحصلها من هذه المهنة بأنها "ميزانية البيت طوال العام".
مهنة شاقة
البائع محمد عاشور (31 عامًا) صاحب خيمة لبيع البوظة والبراد، أشار إلى أنه يحضر باكراً إلى البحر ويغادر متأخراً، ليتمكن من توفير لقمة عيش أسرته، موضحا أن بيع البوظة والبراد مهنة شاقة ومتعبة جداً، إلا أن منظر البحر يعطي النفس شيئا من الحيوية والرشاقة.
وبيّن لــ "شمس نيوز" أنه لا يكاد يمر أحد إلا ويشتري منه البراد، مرجعا سبب وفرة البيع إلى استقرار الأمن وحالة الهدوء، كون غياب الأمن يبعد الناس عن ارتياد البحر.
مورد رزق
عدم توفر الحدائق والمتنزهات العامة في قطاع غزة يصب بلا شك في مصلحة أصحاب الاستراحات وباحات الاستجمام، كما أنه يقلل من عدد الباعة الجائلين الفقراء من كافة الفئات العُمرية.
ويوضح صاحب استراحة الأمل خالد الوحيدي (40 عاماً) أنه يشغل في استراحته تسعة أفراد من الذين يعيلون أسرا كبيرة، مبينا أن عملهم في الصيف يخفف من حدة الفقر لديهم.
وقال: البحر هو المتنفس الوحيد لعائلتهم، خاصة مع قلة الأماكن الترفيهية التي تتناسب والوضع الاقتصادي للعائلة، فيلجأ العديد منهم إلى البحر".
وتابع بالقول: أتمنى من كل قلبي بأن يكون هذا الموسم موسم خير حتى نتمكن من توفير رزق أسرتنا".