أكد الخبير الاستراتيجي العراقي، عباس الزيدي، أن العدوان الأميركي – البريطاني الغادر والجبان على الجمهورية اليمنية، والذي خلَّف عشرات الشهداء والجرحى، جاء انتقاماً من اليمن بسبب مواقفها البطولية من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن استهداف المدنيين العُزَّل هو "ديدن الجبناء وبمثابة الهروب إلى الأمام عن طريق الانتقام الأهوج والأرعن، وهو فعل لكل بائس خالي الوفاض".
وقال "الزيدي"، في حديثه لـ"شمس نيوز"، إن العدوان على يمن الثبات والبطولة واستهداف المدنيين دليل دامغ على أن الأعداء لا يمتلكون قاعدة معلومات أو بنكاً للأهداف مع عجز مجتمعاتهم الاستخبارية عن توفيرها،
وأشار إلى أن هناك تلاحماً كبيراً ما بين الشعب اليمني المقاوم وقيادته البطلة الحكيمة، ويقيناً سيسطران أروع ملاحم النصر والصمود في هذه المواجهة رغم عدم التناسب في القدرات والإمكانيات، مشدداً على أنه رغم ما يمتلك الأعداء من قدرات فإنهم قبالة صمود اليمن وأنصار الله، لا خيار لهم وكل رهاناتهم خاسرة.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن "لهذا الأمر دلائله الكبيرة التي تؤشر على وحدة الصفوف وصعوبة اختراق أنصار الله، مبيِّناً أن "أنصار الله لهم حساباتهم وعلى قدرة كبيرة من التفهم والوعي والإدراك بأن الأعداء لن يتركوا اليمن دون عدوان بسبب مواقفهم النبيلة، ولهذا أعدَّت أنصار الله العدة والعديد والجهوزية التامة لذلك العدوان الآثم".
ووصف "الزيدي" استراتيجية "التصعيد بالتصعيد" التي أعلنتها اليمن رداً على العدوان، بـ"استراتيجية البأس الكبير"، وتحمل معانٍ ودلالاتٍ كثيرةً.
أولى تلك المعاني، كما يقرأ الخبير الاستراتيجي العراقي، تتمثل في استهداف المصالح البريطانية الأمريكية، حيث تصل الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لأنصار الله لأكثر من 6000 كم، مضيفاً أن "مصادر ومواقع نيران الأعداء سوف يتم استمكانها، سواء كانت من البحر، أو المحيطات، أو القواعد الأميركية القريبة من جغرافيا اليمن، أو حتى تلك الموجودة في العراق أو سوريا".
ويرى أنه "بما أن هذا العدوان يأتي انتقاماً من اليمن بعد مواقفها في نصرة القضية الفلسطينية من خلال عشرات العمليات التي طالت عمق الكيان الصهيوني، فما من شك أن (إسرائيل) سوف تتلقى ضربات ردعية على قاعدة الضربة بالضربة، والصاروخ بالصاروخ، والهدف بالهدف، بمعنى أن أيَّ عدوان غادر على المنشآت أو الموانئ أو المدنيين في اليمن، فإنه (إسرائيل) ستتلقى مثله كردة فعل طبيعية ودفاعاً عن النفس.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
من بين تلك المعاني والدلالات أيضاً، كما يقول "الزيدي"، هي أن "الاستكبار والصهيونية العالمية، ومن خلال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن أن هذه الضربات لفرض سلامة الشحن في البحر الأحمر، ولغة التصعيد للإخوة في اليمن تنذر بعقاب شديد، حيث من المتوقع أن يتم غلق بحر العرب، وخليج عدن ورأس الرجاء الصالح أمام ناقلات النفط الأميركية والإسرائيلية والبريطانية، وكل من يشترك معهم في هذا العدوان".
وأكد أنه إذا استمر العدو الأمريكي - البريطاني - الإسرائيلي في جرائمه التي تطال المدنيين وأهدافاً حيوية أخرى، فإن أنصار الله سيذهبون لاستهداف القواعد العسكرية القريبة في الخليج وأفريقيا، بل تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك متمثلاً باستهداف الشركات النفطية وشركات النقل البحري أو أي نشاط تجاري للأعداء.
ويعتقد الخبير العراقي أن القدرات العالية لأنصار الله، من خلال المنظومات الصاروخية والطيران المسير لهما، الإمكانية العالية لضرب الأهداف الثابتة والمتحركة في عمق المحيط الهندي، بل لها القدرة على استهداف ناقلات النفط والمصالح والقواعد في البحر الأبيض المتوسط.
ويشير إلى أن حاملات الطائرات الأميركية ستكون ساحة وملعباً للصواريخ الفرط صوتية وللطائرات المسيرة لأنصار الله، جازماً بأن "حاملات طائراتهم وكثير من القطع البحرية سيكون من الصعب عليها الإبحار والتحرك في المحيط الهندي".