في الوقت الذي يتوعد فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس سكان غزة والضفة الغربية المحتلة بمزيد من القتل والتصعيد، يشير ضباط في جيش الاحتلال إلى تراجع كبير في عدد جنود الاحتياط الممتثلين للخدمة، إلى حد اختفاء سرايا بأكملها، بسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في الحرب أو تراجع المجنّدين بنحو 30% في بعض الألوية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم الخميس، عن ضابط كبير في لواء احتياط تابع لوحدة المدرعات، والذي قد يبدأ جولة ثالثة من القتال في قطاع غزة في غضون أسبوعين، قوله إنه على الرغم من تجدد القتال، إلا أنه لا يستطيع ملء الصفوف: "هناك صعوبة كبيرة في التجنيد للاحتياط. نشعر بذلك في كل مكالمة هاتفية نجريها. الوضع ليس كما كان قبل عام".
وتابع أنه يواجه انخفاضاً بنسبة 30% في الموارد البشرية في اللواء "في تشكيل القوة الكاملة، أحتاج إلى 15 ضابطاً للقيام بأنشطة على نحو يتيح أيضاً تسريحاً (للاستراحة) طبيعياً للجميع. في الوقت الحالي، أسبوعين قبل بدء العمل بالكاد لدي خمسة ضباط، وإذا لم أحضر خمسة آخرين، فستكون هناك مشكلة كبيرة. لدينا سرايا كاملة لم تعد موجودة في التشكيل، لأنه ليس لديهم قائد سرية ونائب قائد سرية.. إذا لم أتمكن من إحضار أشخاص، فسوف أتوجه (للمهام) بأقل عدد. خوفي هو أن كل من يأتي سوف يعمل لساعات طويلة وبعد فترة سيقول إنه لا يستطيع الاستمرار على هذا النحو وسيغادر أيضاً. هناك مشكلة كبيرة هنا يجب الانتباه إليها".
وقال جميع الضباط، الذين تحدّثوا للصحيفة، إن معدلات التجنيد في الاحتياط التي تتراوح بين 50 و70 % أصبحت أمراً استثنائياً، مشيرين إلى أن العبء يتزايد على الجنود. وصرح أحدهم بأنه يكافح لتجنيد المزيد من الجنود "عادة ما تنتهي مكالماتي الهاتفية مع جنود الاحتياط بسرعة كبيرة. يسمعون أنني أنا ويقولون إنهم لا يستطيعون أكثر. هذا يجعلني أصل إلى الأشخاص المعفيين من الخدمة الاحتياطية منذ عدة سنوات. هذا عملياً الأخذ من احتياطي الاحتياطي. الجميع لديهم الدافع للمساهمة، هذا واضح، ولكن هناك صعوبة".
ولفت قائد كتيبة، شارك في جولتين من حرب الإبادة على قطاع غزة وانتقل في الآونة الأخيرة إلى الضفة الغربية المحتلة، إلى صعوبات مشابهة.
وقال للصحيفة العبرية إن "هناك ضائقة حقيقية. ليس من السهل القتال لفترة طويلة كهذه.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الضغط على جنود الاحتياط وانخفاض معدلات الحضور في الألوية والكتائب، أجبروا الجيش الإسرائيلي على اتخاذ تدابير استثنائية للتعامل مع الأزمة على شكل "إغراءات" لجنود الاحتياط. ويقضي جندي الاحتياط، وفق هذا النظام، أسبوعاً في الخدمة العسكرية، ثم أسبوعاً كاملاً في منزله في الأسبوع الذي يليه، براتب كامل على نفقة الجيش.
ويرى جزء من الضباط أن هذه الخطوات، "تضعف نموذج جيش الشعب، وتقوّض قيمه، وتستبدل دوافع التجنيد لدى من يخدمون، من دافع المساهمة، والصهيونية، والفخر، باعتبارات اقتصادية"، على حد تعبيرهم.
