تفاقمت أزمة الجوع في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، وسط تحذيراتمتزايدة من منظمات إنسانية ودولية من خطر حدوث مجاعة وشيكة تهددحياة مئات الآلاف من السكان، خصوصًا في شمال القطاع، حيث تعانيالعائلات من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.

وبحسب تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فإنأكثر من 1.1 مليون شخص في غزة، أي ما يعادل نصف عدد السكان، يواجهون مستويات “كارثية” من انعدام الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أنالوضع الحالي قد يؤدي إلى “مجاعة فعلية” إذا لم يتم السماح بدخولالمساعدات فورًا ودون عوائق.

وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، فيتصريحات صحفية مؤخرًا: “لم أرَ في حياتي وضعًا بهذه القسوة. الأطفالفي غزة يموتون بسبب الجوع، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه”.

ويُشير عاملون في المجال الإنساني إلى أن القصف المستمر، وعرقلة دخولالمساعدات الإنسانية، والانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، كلها عواملساهمت في وصول الوضع الإنساني إلى حافة الكارثة.

دعت الأمم المتحدة، وعدد من منظمات الإغاثة الدولية، إلى فتح ممراتإنسانية آمنة ومستدامة، تسمح بإدخال المواد الغذائية والدوائية إلى مختلفمناطق قطاع غزة، خاصة تلك المحاصرة في الشمال.

من جانبها، قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) إنالوضع في غزة “يجب أن يُعامل كحالة طوارئ قصوى”، محذرة من أنالمزيد من التأخير في الاستجابة سيؤدي إلى “خسائر بشرية واسعةالنطاق، خصوصًا بين الأطفال والرضع”.

وفقًا لتقارير Integrated Food Security Phase Classification(IPC)، فإن 500 ألف شخص في غزة يواجهون حالياً المرحلة الخامسة منالتصنيف، وهي مرحلة “الكارثة”.

منظمة الصحة العالمية أعلنت أن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذيةالحاد والجفاف تجاوز 25 طفلاً منذ بداية مارس وحده، مع وجود مئاتالحالات المهددة بالمصير ذاته.

في ظل استمرار الأزمة وغياب حل سياسي أو هدنة إنسانية شاملة، يبقىسكان غزة، لا سيما الأطفال والنساء، عرضة للجوع والموت في واحدة منأسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم في القرن الحالي.