داخل أحد أزقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، تعيش “أم محمد” حالة منالحزن الصامت، بعدما فقدت أبناءها الأربعة في قصفٍ إسرائيلي استهدفمنزل العائلة خلال الحرب الأخيرة على القطاع. لم يتبقَ في حضن هذه الأمسوى الذكريات، وصورة جماعية كانت تعلقها على جدار بيتها المدمر.
تقول “أم محمد” والدموع لا تفارق عينيها: “أولادي كانوا كل حياتي. أحمدكان في العشرين من عمره، طالب جامعي يحلم بأن يصبح طبيبًا. محمد، 17 عامًا، كان يعشق كرة القدم، أما التوأمان رُقيّة ورُناد، فلم يتجاوزا الـ10 أعوام… كانوا يملؤون البيت ضحكًا وحياة، واليوم بات الصمت هو سيدالمكان”.
استهدف القصف منزل العائلة في ساعات الفجر الأولى، بينما كان الجميعنائمين. لم يُمنَح أحدٌ منهم فرصة للهروب. “أم محمد” كانت تزور شقيقتهافي حي آخر، وعادت لتجد بيتها ركامًا، وأسماء أولادها في قوائم الشهداء.
العدوان الأخير على غزة، الذي استمر لسنة ونصف ، خلّف آلاف الشهداءوالجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأدى إلى دمار واسع في البنيةالتحتية والمنازل. ووفقًا لتقارير صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإنأكثر من 90% من الضحايا كانوا من الفئات المدنية.
وسط هذا الحطام، تقف “أم محمد” مثالًا حيًا على معاناة آلاف الأسرالفلسطينية التي دفعت أثمانًا باهظة نتيجة الحرب. تقول: “لم أعد أطلبشيئًا من هذه الدنيا. كل ما أريده هو أن تصل رسالتي للعالم: نحن بشر. أولادي كانوا يحلمون مثل أي طفل في العالم. لماذا يُقتل الحلم في مهده؟”
