يعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية مع استمرار الحربالطاحنة التي دخلت شهرها السادس، حيث يعاني أكثر من 2.2 مليوننسمة من انقطاع شبه كامل للمياه والكهرباء، وسط تدهور حاد في البنيةالتحتية وانعدام المقومات الأساسية.
منذ الأسابيع الأولى للحرب، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاعغزة عن العمل بشكل كامل، بعد نفاد الوقود ومنع دخول الإمدادات عبرالمعابر المغلقة. وبحسب ما أفاد به مسؤول في شركة توزيع الكهرباء بغزة، فإن “التيار الكهربائي مقطوع بشكل تام عن معظم المناطق منذ أكثر من100 يوم، مع الاعتماد المحدود على مولدات خاصة في بعض المستشفياتوالمراكز الإنسانية”.
ويضيف المصدر أن “شبكة الكهرباء تعرضت لأضرار جسيمة بفعلالقصف، ما جعل عملية الإصلاح شبه مستحيلة في ظل غياب المواد اللازمةوخطورة الوصول إلى المواقع المتضررة”.
لا تقل أزمة المياه خطورة عن انقطاع الكهرباء، حيث أدى تدمير خطوط المياهومحطات التحلية إلى انقطاع إمدادات المياه النظيفة عن مئات الآلاف منالعائلات. يعتمد السكان حاليًا على آبار مياه غير صالحة للشرب، أو علىشحنات محدودة توزعها المنظمات الدولية، وهي لا تكفي للاحتياجات اليوميةالأساسية.
تقول المواطنة تغريد غانم ، وهي نازحة من شمال القطاع: “نقضي ساعاتفي طوابير طويلة للحصول على دلو ماء مالح، وأحيانًا لا نحصل على شيء. أطفالنا يعانون من الجفاف، ولا نجد ما نغسل به ملابسنا أو نروي عطشنا”.
منظمات دولية، بينها منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأمم المتحدةللطفولة (اليونيسف)، حذّرت من أن استمرار انقطاع المياه والكهرباء يهددبانتشار الأمراض المعدية والأوبئة، خاصة في مراكز الإيواء المكتظة والتيتفتقر لشروط الصحة العامة.
في بيان رسمي، أكدت اليونيسف أن “الأطفال في غزة يواجهون خطرًاحقيقيًا يهدد حياتهم بسبب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي”، داعيةإلى “تدخل فوري لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان المحاصرين”.
وفي ظل تعثر الجهود السياسية لوقف إطلاق النار، يواصل السكان في غزةمناشدتهم للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإدخال الوقود والمعداتاللازمة لإعادة تشغيل محطات الكهرباء وتحلية المياه، وتوفير إمدادات طارئةمن المياه والمواد الصحية.
