قائمة الموقع

خبر الأفراح الجماعية.. وجه آخر لدعم المقاومة

2015-05-31T07:51:51+03:00

شمس نيوز/ عبدالله عبيد

"شكراً قطر.. شكراً إمارات.. شكراً تركيا".. عناوين عريضة تملأ شوارع قطاع غزة، تعبيرا عن الامتنان للدول التي تدعم الأفراح الجماعية بغزة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة والفقر بسبب الحصار الإسرائيلي الذي تعدى ثمانية أعوام متتالية.

حيث قدمت هذه الدول دعماً لقطاع غزة بمبالغ مالية طائلة لمشاريع زواج الشباب، خصوصاً وأن غالبية الشباب يعانون انعدام فرص عمل.

وانتشرت في الآونة الأخيرة مشاريع الأفراح الجماعية بقطاع غزة، بدعم وتمويل خارجي من بعض البلدان العربية والإسلامية والأوروبية، إذ يشترك مجموعة من الشبان والشابات في حفل واحد تقل به المصاريف ويجتمع فيه حشد كبير من المدعويين بمكان واحد.

ويشهد قطاع غزة مساء الأحد ( 31/ 5/ 2015) أكبر عرس جماعي في الشرق الأوسط، سيقام بملعب اليرموك، بمشاركة أربعة آلاف عريس وعروس، بتمويل حكومي تركي "جمعية تيكا التركية"، في ذكرى مجزرة أسطول الحرية الذي استشهد على متن سفينته "مرمرة" عدد من النشطاء الأتراك.

مساعدة الشعب

د.يحيى موسى القيادي، في حركة حماس، أكد أن هذه الأفراح الجماعية تأتي لمساعدة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن قطاع غزة بحاجة كبيرة للأموال التي تساهم في تزويج الشباب، بسبب تزايد البطالة والفقر واشتداد الحصار.

وقال موسى في حديثه لـ"شمس نيوز": فكرة الأعراس الجماعية قديمة، وفي كل عام يتم تنفيذ أكثر من مشروع في هذا الاتجاه، وهي موجودة في كثير من الدول الإقليمية التي تقدم إعانة للشباب الذي لا يستطيع أن يتحمل تكاليف الزواج لإعانته في هذا الأمر".

وأضاف: تمويل هذه الأفراح يكون عبر مؤسسات خيرية أو بعض الجهات المانحة"، لافتاً إلى أن العرس الأخير هو بدعم تركي عبر مؤسسات حكومية.

وبيّن موسى أن هذه الدول تكون مرتبطة باتفاقيات وسياسات دولية، تحظر عليها أن تدعم المقاومة بناء على علاقاتها واختصاصاتها " لذلك تقوم هذه الدول بدعم مشاريع لمساندة أهالي قطاع غزة"، على حد قوله.

وكانت مؤسسة "فتا" نظمت الشهر الماضي عرسا جماعيا لـ 400 شاب وشابة في منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.

بحاجة لمشاريع زواج

محمد كايا، رئيس مكتب هيئة الإغاثة التركية (IHH) في قطاع غزة، أشار إلى أن قطاع غزة بحاجة ماسة للدعم بمشاريع تخص الشباب، مثل مشاريع الزواج، لافتاً إلى أن (IHH) قامت بمثل هذه المشاريع مرتين.

وأوضح كايا لـ"شمس نيوز" أن دعم هذه المشاريع يأتي عبر مؤسسات حكومية خارجية ويتم التعامل بالمقابل مع جهة مسؤولة كحكومة غزة، من خلالها يتم توزيع الأموال بحسب طريقة معينة.

ولفت إلى أن هيئة الإغاثة التركية قامت بدعم الشعب الفلسطيني خلال الحروب الإسرائيلية الثلاثة على غزة، من خلال تقديم مواد طبية للمستشفيات والمراكز الطبية وتوزيع المعونات العينية والمادية للمواطنين.

خدمات للشباب

وعن دور مؤسسات تيسير الزواج في الأفراح الجماعية، بيّن خليل البردويل، مدير العلاقات العامة في مؤسسة إعفاف لتيسير الزواج، أن هذه المؤسسات تقدم خدمات للشباب فقط في أفراحهم، "كأطقم نوم وتوفير الصالات وما إلى ذلك، لأن الأمر يبقى بشكل سري".

ولفت البردويل في حديثه لمراسل "شمس نيوز" إلى أن دعم وتمويل مؤسسات تيسير الزواج للأفراح الجماعية، يكون عبر جهات متخصصة، كالمؤسسات الحكومية أو الجمعيات وليس لمؤسسات خيرية، موضحاً أن دعم العرس الجماعي في ملعب اليرموك الذي يضم 4000 عريس وعروس، مقدم من تركيا لحركة حماس تحديداً.

وأضاف: الدعم موجه لحماس ويتم اختيار العرسان من هذا الجانب بدون أي تدخل من مؤسسات تيسير الزواج"، مشدداً على أن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة وارتفاع نسبة البطالة والفقر وعدم توفير فرص عمل للشباب، جعل الفصائل وبالأخص حماس تبحث عن دعم للشباب.

ونظمت جمعية الفلاح الخيرية في فلسطين عرساً جماعياً في قطاع غزة بعنوان مشروع "أفراح الفلاح رغم الجراح"، بمشاركة 50 عريس من جميع أطياف الشعب الفلسطيني في شهر فبراير الماضي، على أرض الشاليهات غرب مدينة غزة، بدعم قطري.

دعم الحكومة

من جهته، علل المختص بالشؤون الاقتصادية د.سمير أبو مدللة سبب انتشار الأفراح الجماعية هذه الفترة بغزة، بالتخفيف عن كاهل الشباب، ودعم المتعطلين عن العمل، الذين يعانون الفقر والبطالة والحصار.

وقال أبو مدللة لـ"شمس نيوز": بالإضافة إلى دعم الحكومة في غزة وحركة حماس تحديداً، لأن المؤسسات المانحة لا تستطيع أن تقدم أموالا ومنحا بطريقة مباشرة لحماس بسبب الظروف الدولية التي نعرفها جميعا".

وأضاف: هذه الأعراس تكون دعاية لإرسال الأموال، ومن خلالها يأتي دعم إلى قطاع غزة"، مبيّناً في الوقت ذاته أن هذه الأعراس تعتبر نوعا من تحقيق الرفاهية لبعض الأشخاص.

وأوضح المحلل الاقتصادي أن الأفراح الجماعية لا تحل مشاكل الشباب الاقتصادية، ولا تخفف من أوضاعهم، منوهاً إلى أن الفقر والبطالة بلغت نسبا عالية في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ثمانية أعوام، حسب تعبير أبو مدللة.

وتشير إحصائية للجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى أن 90% من سكان قطاع غزة وخاصة بين فئة الشباب والخريجين، يعيشون تحت خط الفقر، منوهة إلى أن القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ العام 2006 يسجل في هذه الأوقات أعلى نسبة فقر.

الجدير بالذكر، إن قطاع غزة حل في المرتبة الثالثة عربيَا من حيث أعلى معدلات الفقر بعد السودان واليمن، وفق تقرير للبنك الدولي صدر مؤخرًا، وفي المرتبة الـ 44 عالميًا من حيث انتشار معدلات الفقر بين السكان من أصل 144 دولة شملها التقرير، إلا أن الغالبية العظمى للدول التي سبقت القطاع بمعدلات الفقر هي من دول القارة السوداء.

اخبار ذات صلة