"ايش ذنبنا يقصفوا معداتنا، هذه الآليات تخدم الناس تفتح الطرقات المدمرة وتُجمع وتُرحل النفايات" بهذه الكلمات عبر المواطن رائد صبرة خلال حديثه مع مراسل "شمس نيوز" عن الكارثة التي حلت به وبعائلته.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية بشكل ممنهج عددا كبيرا من المعدات الثقيلة الخاصة ببلديتي جباليا وخانيونس ومعدات أخرى لشركة خاصة.
عندما وصل مؤشر الساعة إلى الثانية ليلا اتصل قادة الاحتلال على المواطن رائد صبرة صاحب المعدات الثقيلة المستهدفة: "اطلع من المكان راح نقصفه" في تلك اللحظة دب الخوف والرعب في قلبه وانتشرت حالة من الفزع بين الأهالي.
فر رائد وأسرته من المكان وعيونهم تنظر إلى الجرافات والمعدات الثقيلة وفجأة وقع الانفجار محدثا صوتا مرعبا في جميع أرجاء غزة لينهار رائد باكيا على مستقبله وأعماله التي باتت في مهب الريح.
يقول رائد: "هذه المعدات تُعيل أكثر من 200 شخص، وبعد تدميرها بالكامل بات الجميع في مهب الريح".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وبيَّن أن المعدات المدمرة كافة تستخدم في إزالة الركام وفتح الطرقات، وجمع وترحيل النفايات في مدينة غزة، متسائلا "لماذا لا يريدون لنا العمل في مدينتنا!؟".
ولفت رائد إلى أن قطاع غزة بأمس الحاجة للمعدات الثقيلة ويأتي هذا الاستهداف لمنع استخدام تلك المعدات أو إصلاح أي أعطال بهدف تدمير الحياة في غزة مع اغلاق المعابر.
من جهته أكد المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه، أن 85% من اجمالي المعدات الثقيلة والمتوسطة التابعة للبلدية تعرضت للتدمير منذ بداية حرب الابادة حتى الآن، مشيرا إلى أن ذلك أثر على أعمال البلدية وخلق شح في الخدمات المقدمة للمواطنين.
وقال النبيه لمراسل "شمس نيوز": "إستهداف معدات البلديات أدى إلى عدم قدرة البلديات على جمع وترحيل النفايات، أو صيانة شبكة وخطوط المياه أو معالجة مياه الصرف الصحي".
وأضاف: "جهزنا قائمة بالاحتياجات العاجلة التي تحتاجها البلديات؛ لكن حتى اللحظة لم نستلم هذه الاليات".
وناشد النبيه الجهات والمنظمات الدولية بضرورة تحييد البلديات وضرورة ادخال المعدات الثقيلة اللازمة لعمليات الطوارئ كمرحلة أولى لإعادة الإعمار".
وفي السياق ذاته، فإن حركة حماس أكدت أن استهداف طائرات الاحتلال لمقرات البلديات، وقصف معدات ثقيلة مخصصة للإنقاذ ورفع الأنقاض، من جرافات وآليات؛ هو إمعان إجرامي في حرب الإبادة، واستمرار لسياسية الاحتلال الفاشي في تعميق معاناة شعبنا في قطاع غزة، وتدمير وسائل ومقومات الحياة المدنية فيه.
وقالت حماس في بيان لها: "إن جرائم التدمير الممنهج لوسائل الحياة والمرافق المدنية في قطاع غزة، لن تنجح في دفع شعبنا للاستسلام لمخططات التهجير الخبيثة".