قائمة الموقع

بالفيديو أبٌ مكلوم وأجساد شهداء معلقة.. تفاصيل مرعبة عن المغرب الدامي في مجزرة عائلة كوارع

2025-04-28T14:28:00+03:00
شمس نيوز - وليد المصري

بيدين ترتجفان، يفتح "جهاد كوارع" كفناً من إحدى أكفان عدد من الجثامين المسجاة في مشرحة مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، وفور أن رأى الوجه الملائكي لطفلته "لين" تعرف عليه مباشرة، وانهار باكياً، وسرعان ما انكب يقبل جبينها الصغير، ويتحسس ملامحها كأنه يحاول أن يحفظ تفاصيل وجهها البريء، وبصوتٍ مكلومٍ همس في أذنيها: "خليّني أشبع منك يا لين حبيبتي يا بابا، الله يرحمك ويتقبلك، والحمد لله على كل حال".

الطفلة "لين كوارع"، كانت واحدة من اثني عشر شهيداً ارتقوا مساء أمس الأحد (27-04-2025)، في مجزرة مروعة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف منزل لعائلة كوارع في منطقة جورة اللوت جنوبي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، دون سابق إنذار.

كانت عقارب الساعة على مشارف الثامنة مساءً، حين كُتِبت فصول القصة الدامية، إذ دوَّى صوت صفير صاروخ أرعب المنطقة بأكملها، أطلقته طائرة حربية إسرائيلية من نوع F-16، استهدف منزل عائلة كوارع المكون من 4 طوابق والمأهول بالسكان، تبعه انفجار عنيف تزامن مع صوت صراخ الأطفال وعويل النساء، أسفر عن تدمير الطابقين العلويين بشكل كامل، وارتقاء 13 شهيداً على الفور.

سريعاً، هرعت طواقم الدفاع المدني إلى المنزل المدمر، وبدؤوا بأعمال البحث والإنقاذ لإجلاء الجرحى وانتشال الشهداء من تحت الركام، وسط الظلام الدامس وانعدام الإمكانيات، حيث تستخدم أدوات يدوية بسيطة للحفر والبحث، في ظل منع الاحتلال دخول الآليات الثقيلة عدا عن استهداف الآليات المتوفرة بشكل ممنهج، وبعد جهد مُضْنٍ استطاعت الطواقم بمعاونة الأهالي والجيران انتشال 7 شهداء وإجلاء عشرات الجرحى.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في خانيونس، في بيان مقتضب أمس: "طواقمنا تهرع لاستهداف منزل يعود للمواطن حمدان كوارع بمنطقة جورة اللوت جنوبي خانيونس"، وأضاف: "طواقمنا تتمكن من إجلاء عشرة إصابات وانتشال سبعة شهداء من استهداف منزل لعائلة كوارع، وما زال هناك عدد من المفقودين تحت الأنقاض يصعب الوصول إليهم بسب انعدام المعدات بمنطقة جورة اللوت جنوب خانيونس".

أدار "محمد"، وهو أحد شهود العيان، وجهه عن أطلال المنزل المدمر، وبعد أن استجمع قواه والتقط أنفاسه، قال لمراسل "شمس نيوز": "المنزل كان مأهول بالسكان والنازحين، ولم يكن فيه أي مقاتلين أو أي أحد يتبع للتنظيمات، كل من كان في المنزل مدنياً، أطفال ونساء وشيوخ لا يشكلون أي خطر على الاحتلال الإسرائيلي".

كفكف "كوارع" دمعةً سالت على خديه، ووصف اللحظة الأولى للقصف بـ "كأنه زلزال اجتاح المكان".

بدوره، عاد "عمر المصري"، وهو شاهد عيان آخر على المجزرة، بشريط ذاكرته قليلاً، هو الآخر، للحظات الأولى للاستهداف الدامي، وقال لمراسل "شمس نيوز": "كنا نصلي المغرب في المسجد، وفجأة سمعنا صوت صاروخ يُصَفِّر تلاه انفجار كبير هز المنطقة، وسمعنا أصوات الصراخ من منزل جيراننا في عائلة كوارع فركضنا باتجاهه ورأينا الدمار الواسع في المنزل والدماء في كل مكان".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وصباح اليوم الاثنين (28-04-2025)، استكملت طواقم الدفاع المدني أعمال البحث عن شهداء، وانتشلت جثمان الشهيدة "دينا القططي" من تحت أنقاض المنزل المدمر، فيما لا يزال شهيد متبقٍ لم تستطع الطواقم إنقاذه حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

والشهداء هم: "أنس محمد حمدان كوارع، أمجد محمد حمدان كوارع، أيمن محمد حمدان كوارع، تمام محمد حمدان كوارع، اسامة محمد حمدان كوارع، حمدان محمد حمدان كوارع، زينب أيمن المجايدة، إيمان كباجة، دينا القططي، أحمد حمدان حسن كوارع، لين جهاد كوارع، محمد أحمد حمدان كوارع، فيما لا يزال الطفل حمدان أحمد حمدان كوارع" تحت الأنقاض.

وشُيِّعت جثامين الشهداء من مستشفى ناصر غربي مدينة خانيونس، وَوُرِيَتِ الثرى في مقبرة العائلة، وسط حالة من الحزن الشديد الذي خيَّم على أهالي منطقة جورة اللوت، والمنازل المجاورة لعائلة كوارع، بعد المجزرة الدامية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ 18 آذار/مارس الجاري، استأنفت قوات الاحتلال حرب إبادتها على قطاع غزة، بعد 58 يوماً من التوصل إلى صفقة وُقِّعت بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني، مع المقاومة بغزة بوساطة قطرية مصري أميركية، أفضت لوقف وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين الطرفين.

ومنذ ذلك خرق الاتفاق في 18 مارس، استشهد 2,222 مواطناً، وأصيب 5,751 آخرين، جُلُّهم من النساء والأطفال.

وبدعم أميركي وتواطؤ غربي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023م، حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة مخلفاً أكثر من 52,314 شهيداً و117,792 إصابة، وفق آخر إحصائية لوازرة الصحة بغزة.

وأشارت الوزارة إلى أن عدداً من الضحايا لا زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.

اخبار ذات صلة