يحتفل صحفيو العالم "في الثالث من مايو" كل عام في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تزامنًا مع مذبحة إسرائيلية تشن ضد الصحفيين الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة إذ استشهد أكثر من 212 صحفيًا منذ السابع من أكتوبر 2023 وفق أرقام نشرها المكتب الإعلامي الحكومي.
واليوم العالمي لحرية الصحافة هو يوم حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتحيي عبره ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي تم في اجتماع للصحافيين الأفارقة في 3 أيار/ مايو 1991، وكان هدف هذا الإعلان تذكير الحكومات بضرورة احترامها لحرية الصحافة، كما ونصَّ هذا الإعلان على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين، وكذلك يعتبر الثالث من أيار يوم لتأمل الصحافيين والإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقياتها.
وتخصص الأمم المتحدة هذا اليوم للاحتفاء بالمبادئ الأساسية، وتقييم حال الصحافة في العالم، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، والتذكير بالعديد من الصحافيين الذين واجهوا الموت أو السجن في سبيل القيام بمهماتهم في تزويد وسائل الإعلام بالأخبار اليومية.
حيَّا الصحفيون الفلسطينيون، زملائهم في العالم أجمع بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مؤكدين أن الحفاظ على مبادئ الحرية الصحفية مهمة جدًا لإيصال الرسالة الإعلامية وفضح الجرائم والدفاع عن حقوق الناس لإعداد مجتمعات خالية من الفساد والفاسدين.
وقال الصحفيون في تصريحات خاصة لـ"شمس نيوز": "وسط احتفال الزملاء الصحفيون في العالم في يوم الحرية؛ فإن الصحافة الفلسطينية تتعرض لأبشع أنواع الجرائم والاستهداف منذ سنوات عدة إلا أنها تفاقمت خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023.
واستشهد منذ حرب الإبادة الجماعية نحو 212 شهيدًا وأصيب واعتقل العشرات من الصحفيين الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جرائم ارتكبت في بث مباشر عبر عدسات الكاميرات دون أن يتحرك العالم أو يتحرك الزملاء الصحفيون في العالم لحماية زملائهم وفق مبادئ حرية الصحافة.
وبين الصحفيون في القطاع إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدفهم بشكل متعمد لطمس الحقيقة وطمس جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني منذ بداية المذبحة، قائلًا: "الصحفيون استشهدوا وبذلوا دماءهم الزكية الطاهرة من أجل الحقيقة والحرية".
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وفي السياق ذاته أكد "المكتب الإعلامي الحكومي" بغزة، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن "صحفيي غزة يُذبحون على الهواء مباشرة بأسلحة الاحتلال الإسرائيلي، وأن! دماءهم تكتب الحقيقة والعالم يتفرج ويحتفل بصمت!".
وقال "الإعلامي الحكومي" في تصريح إعلامي وصل "شمس نيوز" نسخة عنه اليوم السبت: "نقف اليوم، لنحيي معاً اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من مايو، هذا اليوم الذي يكرّسه العالم سنوياً لتجديد العهد مع مبادئ الحرية والعدالة وحق الإنسان في المعرفة والتعبير".
وأضاف: "غزة وفي القلب منها صحفيوها الأبطال، تحيي هذا اليوم بلغةٍ أخرى، بلغة الدم والجوع والدمع والرماد، في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بحرية الصحافة، تسيل دماء الإعلاميين الفلسطينيين في شوارع غزة، وتُقصف مقراتهم وسياراتهم، وتكسر أقلامهم وكاميراتهم، وتُستهدف بيوتهم وممتلكاتهم، ويُدفنون أحياناً مع أسرهم تحت الأنقاض، لأنهم فقط قرروا أن ينقلوا الحقيقة".
وأكد أنه "منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، وحتى اليوم، استُشهد 212 صحفياً وإعلامياً فلسطينياً برصاص الاحتلال، بينهم مراسلون وموظفون ومصوّرون ومحررون يعملون في وسائل الإعلام المحلية والدولية، كما وأُصيب 409 آخرون بإصابات متفاوتة، بعضهم فقد أطرافه، وكلهم فقدوا الأمان، كما واعتُقل 48 صحفياً ممن عرفت أسماؤهم، تعرض العديد منهم للتعذيب والمعاملة المهينة، في مخالفة واضحة لكل المواثيق الدولية".
وتابع: أن استهداف الصحفيين والإعلاميين ليس مجرد استهداف، بل حرب إبادة إعلامية ممنهجة، ارتكبت خلالها سلطات الاحتلال جرائم ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. لم تسلم من هذه الحرب لا المؤسسات ولا الأفراد.
