يخشى جيش الاحتلال الإسرائيلي سيناريوهات قد تتسبب في مقتل المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة المحاصر، محذراً المستوى السياسي من أن توسيع حرب الإبادة، بموجب الخطة التي صادق عليها المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، قد تعرّض حياة المحتجزين الذين لا يزالون على قيد الحياة للخطر.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، أن مسؤولين كبارا في المؤسسة الأمنية استعرضوا أمام أعضاء "الكابينت" سيناريو يفيد بقيام المقاومين الذين يؤمّنون المحتجزين بالفرار من مناطق القتال وترك المحتجزين في الأنفاق بدون ماء وطعام، وهو أمر قد يؤدي إلى وفاتهم في غضون أيام قليلة.
بالإضافة إلى ذلك، حذّر جيش الاحتلال من أنه كلما توسعت العمليات البرية في القطاع، تقل فرص وصول المساعدات إلى الأماكن التي يتم احتجاز الإسرائيليين فيها.
وتشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالقلق من أن حركة حماس قد تحاول إخفاء جثث المحتجزين في حفر وأماكن سرية يصعب على الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) العثور عليها.
وفي سيناريو كهذا، يحذّرون في المؤسسة الأمنية من احتمال عدم العثور على تلك الجثث أبداً إذا أدى القتال إلى مقتل عناصر حماس المطّلعين على تفاصيل المحتجزين وأماكن إخفائهم.
وبخلاف موقف المستوى السياسي، وتصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن "الانتصار على أعدائنا" هو الهدف الرئيسي للحرب، ادّعى جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة أن استعادة المحتجزين هي الهدف الأهم للقتال في قطاع غزة.
وفي ظل حالة عدم اليقين بشأن ترتيب أولويات أهداف الحرب، أفادت الصحيفة العبرية بأن مسؤولاً أمنياً رفيع المستوى لمّح، أمس، إلى أن قرار توسيع القتال يهدف إلى ممارسة ضغط على حركة حماس لدفعها نحو صفقة للإفراج عن المحتجزين.
ووفقاً له، سيتم توسيع العمليات العسكرية فقط بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، وفقط إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق مع حماس حتى ذلك الحين. وأضاف المسؤول أن المساعدات الإنسانية ستعود إلى القطاع فقط بعد بدء العملية، التي أُطلق عليها اسم "عربات جدعون"، وأن خطة تهجير سكان قطاع غزة ستكون ضمن أهدافها.
وفي إطار تحذيرات الأجهزة الأمنية والعسكرية، ذكرت القناة 13 العبرية، أول أمس الأحد، أن رئيس الأركان إيال زامير حذّر في الأيام الأخيرة الوزراء من أن "العملية العسكرية" في قطاع غزة قد تعرّض حياة المحتجزين للخطر. وقال زامير خلال اجتماع أمني: "يمكن أن نفقد المختطفين".
وفي أعقاب ذلك، توجّهت 25 عائلة من عائلات المحتجزين إلى رئيس الأركان، مطالبةً بعقد لقاء عاجل معه لمناقشة الإجراءات التي سيتخذها الجيش لضمان سلامة أقاربهم.
وأكدت العائلات في رسالتها أنه لا يمكن أن يقتصر تحذير زامير على المناقشات المغلقة فقط، وجاء في الرسالة: "من غير المقبول أن نسمع عن خطر فقدان أحبائنا عبر وسائل الإعلام". وأضافوا: "نحن قلقون ومصدومون من الخطر الوشيك الذي يهدد أحباءنا".
وسبق أن تسبب قصف جيش الاحتلال بمقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة في أكثر من حادثة.
وعلى الرغم من التحذيرات، وافق أعضاء الكابينت بالإجماع على خطة جديدة لتوسيع حرب الإبادة على قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون"، وتتضمن تهجيراً واسعاً للفلسطينيين واحتلالاً للقطاع، مع بقاء جيش الاحتلال في كلّ المناطق التي سيسيطر عليها.