في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة، تتعرض الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لهجمة إعلامية ممنهجة تقودها جهات خارجية مشبوهة، تسعى إلى تشويه صورة الجهد الأردني الإنساني والدور الفاعل الذي تضطلع به المملكة في إيصال المساعدات إلى المنكوبين في القطاع.
الهيئة التي كرّست تاريخها لدعم الشعوب المنكوبة في مختلف الأزمات، وجدت نفسها في قلب حملة افتراءات مغرضة تشكك في نزاهة عملها وتتهمها بالتربح من إيصال المساعدات، في محاولة لعرقلة أي جهد حقيقي يهدف إلى تخفيف معاناة أهالي غزة، الذين يواجهون مجاعة خانقة وأوضاعاً إنسانية قاسية بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر،وفي الوقت تم فيه اغلاق جميع التكيات والمطابخ و المخابز،وبات قطاع غزة يعيش مرحلة “ما بعد الكارثة”، في ظل استمرار الجوع والحرمان وانهيار جميع مقومات الحياة،و هناك مئات الآلاف من الناس يتضورون جوعًا في مختلف مناطق القطاع، وبعض العائلات لا تحصل إلا على وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، وهذه الحالة تتسع بشكل مستمر.
واضح أن الهجمة الإعلامية التي تطال الهيئة ليست سوى جزء من محاولات ممنهجة لثني الأردن عن مواقفه التاريخية المساندة للشعب الفلسطيني،وأن الجهات التي تقف خلف هذه الحملات تسعى لإضعاف كل مبادرة إنسانية حقيقية تنطلق من مبدأ التضامن والدعم الأخلاقي.
الدفاع عن دور الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لم يعد مجرد ضرورة إعلامية، بل واجب وطني وأخلاقي، في وجه محاولات خبيثة تهدف إلى إفراغ الجهد الإنساني العربي من مضمونه، وإحباط روح التضامن في أكثر مراحله إلحاحاً.
في وقت تكاد تنعدم فيه سبل النجاة أمام الغزيين تبرز الحاجة إلى تعزيز ثقة الشعوب بالجهود الإنسانية النزيهة، وعلى رأسها ما تقوم به الهيئة الأردنية من أدوار مهمة في دعم غزة المحاصرة.
