حذّر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد "يتسحاك بريك"، اليوم الإثنين، من أن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفق ما صادق عليه المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، سيقود إلى نتائج "كارثية" على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية "لإسرائيل"، معتبراً أن قادة الدولة "منفصلون عن الواقع" ويقودون البلاد نحو الانهيار.
وقال بريك، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط العسكرية والسياسية الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي غير قادر على حسم المعركة ضد حركة حماس، وإن "الأسرى الأحياء قد يموتون داخل الأنفاق، والمزيد من الجنود سيلقون حتفهم أو يصابون بجروح خطيرة، فيما ستتواصل الجنازات كما اعتدنا طوال السنة والنصف الماضية".
وأوضح أن توسيع العمليات لن يحقق النصر على حماس، بل سيؤدي إلى رفع رؤوس خصوم "إسرائيل" في المنطقة، مثل الحوثيين، والإيرانيين، والأتراك، والسوريين، وحزب الله، بالإضافة إلى حماس نفسها، محذراً من دخول إسرائيل في "حرب استنزاف مدمّرة".
وأشار الجنرال المتقاعد إلى أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى فقدان "إسرائيل" دعم المجتمع الدولي، الذي "سيواصل اتهامنا بارتكاب جرائم حرب"، كما سيؤدي إلى تآكل القدرات الاقتصادية، في وقتٍ لن تتوفر فيه الموارد لإعادة تأهيل الجيش في ظل التهديدات المتزايدة.
وفي انتقاد لاذع للقيادة السياسية والعسكرية، قال بريك: "للأسف، يقود الجيش اليوم رئيس أركان ضعيف، يفتقر للجرأة على مواجهة القيادة السياسية بالحقيقة، ويواصل تنفيذ الأوامر دون اعتراض، رغم معرفته بالوضع الحقيقي الهش للجيش، الذي ينهار تدريجياً".
كما حذّر من أن التدهور الاجتماعي داخل "إسرائيل" آخذ في التصاعد، وقد يصل إلى "مستويات جديدة وخطيرة"، مؤكداً أن ضعف "إسرائيل" المتزايد قد يدفع حتى حلفاءها، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى التراجع عن دعمها، بل ووقف المساعدات العسكرية، كما بدأت بعض المؤشرات تظهر بالفعل.
وختم بريك تصريحاته بالقول: "نحن على حافة الهاوية، لأن من يقودوننا اليوم ليسوا عقلانيين، ويستخدمون الجيش أداة لتحقيق مصالحهم الشخصية، وليس لحماية الدولة ومواطنيها".