يرى الخبير العسكري والإستراتيجي الأردني نضال أبو زيد، أن الاحتلال يحاول فصل قادة المقاومة في قطاع غزة عن المفاوضين بالدوحة، من خلال تكثيف القصف، واستهداف مصادر الاتصالات وتتبعها، خاصة في ظل ما روجه الاحتلال باستهداف عدد من القيادات المؤثرين في كتائب القسام، رغم عدم تأثير ذلك على العمليات الميدانية.
واعتبر أبو زيد، في حديثه مع "شمس نيوز"، بعملية اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ثم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، مثالاً حياً على ذلك الأسلوب الذي يتبعه الاحتلال، حيث إن "أهمية القيادة تكمن في رمزيتها واتصالاتها مع المفاوضين في الدوحة، الأمر الذي قد يفرض على المقاومة أيضاً تقديم تنازلات يمكن من خلالها تحقيق اختراق يريده الطرفان".
ووفق قراءة الخبير الإستراتيجي، فإن "المرونة التي بدأ يبديها نتنياهو حول المسار التفاوضي تنبع من إدراكه لفجوة الثقة بين المستوى السياسي والعسكري".
ويتمثل ذلك، -حسب ما يقوله الخبير أبو زيد-، بتصريحات صدرت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين نشرتها صحيفة يديعوت أحرنوت والتي أفادت بأن قادة جيش الاحتلال يشككون في هزيمة المقاومة، وأن الجيش يقاتل وهو يدرك أنه لن يحقق هدف القضاء على المقاومة".
يضاف إلى ذلك تصريحاتٌ صدرت من "قائد لواء القدس في جيش الاحتلال" اعترف فيها بصعوبة القتال في الشجاعية والكلفة العالية التي دُفِعت أثناء القتال، وهو الأمر الذي دفع المطبخ السياسي الإسرائيلي إلى البحث عن طريقة للخروج الآمن ولكن ليس بأي ثمن، -كما أوضح الخبير العسكري أبو زيد-.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
ويعتقد الخبير الإستراتيجي الأردني، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يزال يخشى تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إن تم وقف الحرب على غزة.
لكنَّ هذه النقطة على ما يبدو يمكن تجاوزها، كما أشار أبو زيد، بعد أن قدَّم زعيم المعارضة يائير لابيد، الغريم التقليدي لنتنياهو، عرضاً بتوفير مظلة أمان في حال انسحبت أحزاب الائتلاف، وهو الأمر الذي قد يوفر مساحة مناورة لنتنياهو يمكن من خلالها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة إن أسقط نتنياهو شرط نزع سلاح المقاومة.
في الوقت ذاته، يشير الخبير العسكري والإستراتيجي أبو زيد، إلى أنه في حال فشل المسار الدبلوماسي، فإن الاحتلال سيدفع فاتورة باهظة جداً، بالذهاب إلى خيار عملية "عربات جدعون" سيئة الصيت؛ لأن المقاومة قادرة على إعادة إنتاج قياداتها، وتكتيكاتها، التي تمكنها من مواجهة خيارات الاحتلال العسكرية.