قائمة الموقع

محللان يوضحان لـ"شمس نيوز" أسباب رضوخ نتنياهو لإدخال المساعدات

2025-05-19T12:39:00+03:00
مساعدات إنسانية.jfif
شمس نيوز - مطر الزق

بعد نحو 80 يومًا على منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لقطاع غزة وما تسبب بتفشي المجاعة بين المواطنين لا سيما الأطفال، قرر الكابينت الإسرائيلي إدخال شاحنات محدودة غالبيتها مخصصة لغذاء الأطفال.

واتفق محلل سياسي وأخر اقتصادي في تصريحات لـ"شمس نيوز"، بأن الاحتلال الإسرائيلي اضطر للموافقة على إدخال المساعدات لقطاع غزة بعد ضغوط دولية وأوروبية لوقف المجاعة في القطاع وإنهاء الأزمة الإنسانية.

وأكد المحللان، بأن "إسرائيل" تحاول من خلال إدخال المساعدات تخفيف الضغط العالمي ونقل صورة مشوهة للعالم "لذر الرماد في العيون" من خلال ممارسة "شو إعلامي"، بإدخال المساعدات وكأنها تسد جوع نحو مليوني فلسطيني يعانون منذ أكثر من 80 يومًا من منع إدخال المساعدات.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال قالت: "إن أول قافلة مساعدات إنسانية ستدخل إلى قطاع غزة اليوم الاثنين، إذ أفاد مسؤولون إسرائيليون: "بأن إسرائيل ستستخدم القنوات القائمة لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى حين بدء عمل آلية جديدة".

وأعلنت "إسرائيل" استئناف عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبري كرم أبو سالم ومعبر (العوجة/نيتسانا)، بعد تعليق دام شهرين ونصف الشهر.

ووافق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إدخال المساعدات إلى غزة بشكل فوري على خلفية الضغوط الأمريكية لمنع حدوث أزمة في القطاع.

وستدخل القافلة القطاع محملة بمواد غذائية وأدوية، وسط تصاعد المطالبات الدولية بضرورة تأمين وصول المساعدات إلى المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

المحلل السياسي الدكتور عامر خليل يعتقد بأن قرار الاحتلال الإسرائيلي بإدخال شاحنات محدودة من المساعدات سببها الأساسي الضغوط الدولية التي تشكلت على قادة الاحتلال بسبب ما يتعرض له قطاع غزة من مجاعة حقيقية عقب اغلاق المعابر ونفاذ كل المواد الغذائية.

وقال د. عامر لـ"شمس نيوز": "إن اشتداد أزمة المجاعة دفعت بعض العواصم العالمية لإطلاق تهديدات ضد قادة الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذ خطوات سياسية عقابية حال استمر اغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية".

وأضاف: "إن نتنياهو حاول تبرير إدخال المساعدات لقطاع غزة عقب الاعتراضات الهائلة من اليمين الإسرائيلي المتطرف بأنها تأتي ضمن أهداف "إسرائيل" من الحرب لتحقيق الانتصار المطلق على حركة حماس، مع استمرار الضغط السياسي والعسكري بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية".

وأكد أن مسألة إدخال المساعدات الإنسانية تتعلق بالمواقف الدولية المتصاعدة ضد إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات ومحاولة نتنياهو لتخفيف الضغط وتخفيف حدة التصريحات التي تدين "إسرائيل".

في السياق يرى المختص في الشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر، أن إدخال الاحتلال عدد قليل من شاحنات المساعدات الاغاثية والإنسانية والطبية إلى قطاع غزة بعد نحو 80 يومًا من إغلاق المعابر ومنع إدخال أية مساعدات هو عبارة عن "شو إعلامي" أمام المجتمع الدولي، بإزالة التهم عنه لتجويع سكان القطاع.

وقال أبو قمر لـ"شمس نيوز" اليوم الاثنين: "إن سياسة الاحتلال من خلال إدخال عدد قليل من الشاحنات تؤكد بأن ما يجري هو عملية لإدارة المجاعة وليس إنهاء أزمة المجاعة في قطاع غزة"، مع إشارته إلى أن القطاع يحتاج يوميًا ما بين 800 إلى 1000 شاحنة لإنهاء الأزمة.

وأضاف: "إن قطاع غزة يعيش في حالة تشوه اقتصادي بسبب سياسة تقطير الشاحنات"، لافتًا إلى أنه في حال إغلاق المعبر سترتفع الأسعار أضعاف مضاعفة والعكس صحيح، وهذا يتحمل مسؤوليته الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى وبعض التجار المستفيدين.

وتابع قوله: "قبل الحرب كان هناك حصار إسرائيلي خانق ومع ذلك كان يدخل ما بين 400 إلى 450 شاحنة ما نسبته 15% من حاجة سكان القطاع، ولم تكفي بحل الأزمات الإنسانية، متسائلًا: "كيف سيكون الحال اليوم في ظل المجاعة وإدخال 9 شاحنات فقط؟".

ويهدف الاحتلال الإسرائيلي من خلال الإعلان عن إدخال عدد قليل جدًا من شاحنات المساعدات الإنسانية للقطاع وفقًا للمختص في الشأن الاقتصادي أبو قمر، إلى تقليل ضغط المجتمع الدولي على رئيس الحكومة المجرمة بنيامين نتنياهو.

وفي السياق ذاته شن اليمين الإسرائيلي المتطرف هجومًا لاذعًا ضد بنيامين نتنياهو بسبب موافقة نتنياهو لإدخال المساعدات الإنسانية، إذ وصف ما يُسمى بوزير المالية الإسرائيلي، "بتسلئيل سموتريتش"، ما يجري منذ الأمس بـ"الجنون المطلق".

واكد "سموتريتش "رفضه القاطع لإدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة طالما أنها قد تصل إلى حركة حماس، على حد تعبيره، وأضاف: "كل من يقول عكس ذلك فهو يكذب".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وأشار سموتريتش إلى أن السياسات السابقة تجاه غزة لن تتكرر، وأن ما سيتم إدخاله من مساعدات سيقتصر على الحد الأدنى من الغذاء والأدوية فقط.

وتابع: "برأيي، لا يجب السماح بدخول حتى المياه إلى غزة ما لم يعد آخر أسير، لكننا نواجه ضغوطا دولية، وإذا استمررنا بهذا الشكل، فإن المجتمع الدولي قد يفرض علينا إنهاء الحرب".

وأوضح الوزير أن جيش الاحتلال يعمل حاليا على "تدمير ما تبقى من القطاع"، معربا عن أمله بأن يؤدي ذلك إلى "القضاء على حماس وإعادة الأسرى".

اخبار ذات صلة