شمس نيوز/القدس المحتلة
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن جهاز الأمن الإسرائيلي صعّد من تعقب المعلومات الاستخبارية على خلفية تعمق التكهنات بأن نظام الأسد يواجه صعوبات بالتصدي لهجمات المسلحين المعارضين ويفقد بتسارع جزء من المناطق المتبقية تحت سيطرته في وقت تكهن فيه نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يئير جولان، بانهيار الجيش السوري.
فقد سقطت هذا الأسبوع، في أيدي مسلحي المعارضة، مدينة أخرى ذات أهمية تكتيكية في شمال سوريا، هي مدينة اريحا، الواقعة في محافظة ادلب، في المنطقة التي تهدد بشكل غير مباشر سكان الجيب العلوي على شاطئ البحر.
وتلاحظ إسرائيل أن الضغط يتزايد داخل حزب الله اللبناني، على ضوء فشل جيش الأسد في عدة معارك خلال الأشهر الأخيرة.
ولا ينعكس هذا الضغط في سلسلة الخطابات التي ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، فقط – ثلاثة خطابات خلال أسبوع واحد – وإنما أيضا، في الجهود الكبيرة التي يبذلها التنظيم لتجنيد محاربين آخرين للمشاركة في المعارك. كما دعا حزب الله سكان لبنان إلى المساعدة في التجند العام لصد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقدر الجهاز الأمني الإسرائيلي بأن حزب الله فقد على الأقل 80 جنديا في الشهر الأخير، خلال المعارك الجارية في إقليم القلمون، على جانبي الحدود اللبنانية – السورية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الأوضاع ليست جيدة حاليا لا لحزب الله ولا للأسد ولا لإيران ولا لسوريا.
وحسب رأيه، فإن حزب الله ونظام الأسد يواجهان مأزقا في مسألة ما إذا سيركزان خلال الفترة القريبة على حماية المنطقة العلوية ومدينتي اللاذقية وطرطوس وزج قوات كبيرة في هذه المنطقة، أو مواصلة الحرب بالقوة ذاتها في القلمون.
وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إنه يجري فحص تقييمات تشير إلى مقتل حوالي ألف جندي من حزب الله على الأراضي السورية حتى اليوم، مشيرا إلى أن التنظيم اللبناني يخفي جانبا من خسائره.
وحسب المصدر ذاته، فإن حزب الله يستخدم عدة وسائل حربية في المعارك ضد معارضي نظام الأسد، بينها طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات.
وبعد سقوط مدينة اريحا في محافظة ادلب، بدأت المعارضة بإطلاق النار على أطراف اللاذقية في الجيب العلوي.
واستولى المسلحون على غنائم كبيرة بعد سيطرتهم على موقع الجيش السوري في المنطقة. ويستخدمون حاليا الصواريخ المضادة للطائرات التي حصلوا عليها في أعقاب المعارك.
ويحاول معسكر الأسد بمساعدة حزب الله حاليا تعزيز خط الجبهة بهدف صد تقدم المسلحين باتجاه المدن العلوية.
ويسود التقدير في وسائل الإعلام العربية بأن مسلحي المعارضة ينوون المبادرة إلى شن هجوم جديد في جنوب الدولة، حول مدينة درعا.
وعلى خلفية الإخفاقات التي مُنِيَ بها النظام، يزيد سلاح الجو السوري من عمليات القصف التي يستخدم خلالها براميل متفجرة تتسبب بقتل الكثير من المدنيين.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال يئير جولان إن الجيش السوري توقف عمليا عن الوجود.
وأضاف: بسبب ضعف الأسد وتركيز حزب الله على الحرب في سوريا، فإن وضعنا، من ناحية استراتيجية، ربما هو الأفضل من أي وقت مضى على الحدود الشمالية، ورغم أن الوضع الأمني لا يزال ينطوي على مخاطر كبيرة، لكنه مريح جدا لإسرائيل لأن حزب الله يرسل آلاف الجنود إلى الحرب السورية بينما توقف الجيش السوري عمليا عن الوجود".
وأضاف جولان: "كان يمكن لهذا الوضع أن يكون لطيفا لو كان مستقرا، لكنه ليس كذلك". وذكّر بأن حزب الله راكم قدرات عسكرية لم يتمتع بها أي تنظيم إرهابي في السابق، وان حقيقة عدم محاربة التنظيمات السنية ضد إسرائيل حاليا، يمكنها ان تتغير في المستقبل. حاليا يمكننا السماح لأنفسنا بالتكهن بعدم التدخل بما يحدث في سوريا، لكنه توجد هنا محفزات مثيرة للقلق". وتابع بالقول: من ناحية إسرائيل، تحولت لبنان وسوريا إلى ساحة واحدة، وحزب الله يعمل في هضبة الجولان وعلى الحدود اللبنانية".