شمس نيوز / عبدالله عبيد
في مثل هذا اليوم (2/6/2014) أدى وزراء حكومة التوافق اليمين الدستورية أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقره بالمقاطعة برام الله، بعد أن تم اختيارهم توافقياً بين حماس وفتح والفصائل الأخرى. وبحلول هذا اليوم يمضي عام على تشكيل تلك الحكومة التي وكّل إليها العديد من المهام والمسؤوليات.
إنهاء ملف الانقسام والتحضير للانتخابات والنظر إلى قضايا وأزمات قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام، بالأخص ملف إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة في صيف 2014، مهام رئيسية قائمة على جدول أعمال حكومة التوافق الوطني التي يرأسها رامي الحمدلله، إلا أنه وبعد مرور 365 يوما على تشكيل هذه الحكومة لم تتقدم بأي ملف منها.
لم تحقق شيئا
حركة حماس أعربت عن أسفها لعدم تحقيق حكومة الحمدالله أي من الإنجازات التي كلفت بها، ليقول القيادي فيها، د. باسم نعيم: للأسف الشديد بعد مرور عام بالتمام والكمال على تشكيل حكومة ما بين مزدوجين الوفاق الوطني، إلا إنها لم تحقق أيا من الإنجازات التي كلفت بها".
وذكر نعيم خلال اتصال مع "شمس نيوز" أن الحكومة أنشئت بالتوافق الوطني لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية، إعادة إعمار قطاع غزة، وتوحيد المؤسسات، والتحضير للانتخابات، مبيّناً أنها لم تحقق أي شيء من تلك الأهداف.
ويرى أن وزراء الحكومة ورئيسها ليسوا إلا موظفين عند الرئيس عباس، "لا يستطيعوا تنفيذ أي شيء دون اتخاذ قرار سياسي "وهذا القرار غير موجود"، منوهاً إلى عدم وجود نية لدى أبو مازن لتحقيق مصالحة وطنية مع حركة حماس، على حد تعبير نعيم.
وتشكلت حكومة التوافق الوطني بعد توقيع وفد منظمة التحرير وحركة حماس اتفاق "الشاطئ" في منزل نائب رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية في غزة، 23 ابريل من العام الماضي.
وين الحكومة
ويعيش الفلسطينيون وبالأخص أهالي قطاع غزة حالة يأس وإحباط شديدين من تصريحات وزيارات رامي الحمدالله ووزرائه إلى غزة، والتي لم يروا منها أي شيء على أرض الواقع، بعدما علقوا آمالهم وعلت زغاريد نسائهم عند تشكيل الحكومة التي انتظروها سبع سنوات.
وكما العادة، أطلق نشطاء فيسبوكيون وسم "هاشتاق" بعنوان ( #وين_الحكومة) بعد مرور عام على تشكيلها، يتساءلون فيه عن إنجازات ودور حكومة الحمدلله بعد 365 يوما على تشكيلها.
ليكتب مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، م.إيهاب الغصين : في اليوم الأخير من عام مضى على تكليف الحكومة... وين الحكومة؟ بنقول الحكومة بح بح".
ودون الإعلامي أحمد منصور عبر صفحته: في الذكري السنوية الأولى لإعلان ميلاد حكومة التوافق، 2/6/2015..الله لا يمسيكم بخير إنتوا وشركة جوال".
أما الناشط السياسي أدهم أبو سلمية وفي تغريدة له كتب: بعد عام على حكومة التوافق، يتساءل أهل غزة، وين الحكومة التي بُشرنا بها للخلاص من كل الأزمات؟؟!
بيد عباس
وكانت حركة حماس وعدة فصائل اتهمت الحكومة بالتقصير في أداء واجباتها تجاه قطاع غزة وأنها تأتمر بأوامر الرئيس الفلسطيني فقط، وبالتالي نفت تلك الحكومة عن نفسها صفة "التوافق"، فيما تتهم الحكومة حركة حماس بأنها تعرقل عملها في غزة ولا تسمح لها ببسط سيطرتها على القطاع وترفض تسليم المعابر.
المحلل السياسي، د. ماهر شامية، يرى أن حكومة الوفاق الوطني أخفقت في تحقيق مهماتها التي كان منصوصا عليها في اتفاق القاهرة وتم توقيعها باتفاق الشاطئ.
وأشار شامية في حديث لـ"شمس نيوز" إلى أن الحكومة فشلت أيضاً فشلاً ذريعاً في إيجاد حلول منطقية لاستيعاب الموظفين وهم الجرح النازف الذي يعاني منه الفلسطينيون بالذات في المحافظات الجنوبية، على حد وصفه.
وأوضح أن واقع قطاع غزة أصبح مريراً وصعباً في ظل حكومة الحمدلله "فزياراتها المتعددة للقطاع لم تحل أي إشكالية بل كانت عبارة عن زيارة علاقات عامة"، مستبعداً في الوقت ذاته أن تقوم الحكومة بمباشرة دورها في غزة ما لم يكن لديها قرار سياسي، الذي هو مرهون بيد عباس.
وشهدت وزارات (العمل والأشغال والعدل والمرأة) في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إضرابا شاملًا، فيما تم تعليق الدوام بالوزارات الأخرى عند الساعة العاشرة باستثناء التعليم للحفاظ على سير امتحانات الثانوية العامة، احتجاجًا على عدم تلبية حكومة التوافق لمطالب الموظفين بعد مرور عام على تشكيلها.