قائمة الموقع

بالفيديو طفلة تمشي بين ألسنة النار وجثث أسرتها: الوردة التي لم تحترق!

2025-05-28T16:43:00+03:00
ورد الشيخ خليل
شمس نيوز - خاص

في مشهد صادم أبكى الملايين، استيقظ العالم على مأساة مروعة جراء غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج بمدينة غزة والتي تأوي آلاف النازحين، إذ وثقت الكاميرات مقطع صغير لطفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة وهي محاصرة بين ألسنة النيران المتصاعدة محاولة النجاة بحياتها بعدما التهمت النيران أجساد والدتها و6 من أشقائها أمام عينيها وحولتهم إلى جثث مفحمة.

مشهد الطفلة ورد الشيخ خليل وهي تسير في حالة خوف بين الجثث محاولة تجاوز النيران، دفع جميع من شاهده للصمت، إذ توصف حالة المشاهدين كمن "أسقط الفك" من الصدمة، تصرخ الطفلة بأعلى صوتها علَّها تجد من ينقذها من جحيم الموت: "ماما، ماما، بابا وينكم؟"، وفجأة تقدم شقيقها سراج وبحركة خاطفة نقلها خارج الفصل الدراسي.

بدأت مأساة الطفلة ورد الشيخ خليل عندما وصلت عقارب الساعة إلى الثانية ليلًا، كان جميع النازحين نائمين في مدرسة فهمي الجرجاوي التي تمتلئ عن بكرة أبيها بالنازحين وفجأة دون سابق إنذار أسقطت طائرات الاحتلال الإسرائيلية 4 صواريخ -أمريكية الصنع- لتنقلب الحياة رأسًا على عقب وتتحول كما وصفها كثيرون "مقبرة جماعية".

انتشر الضجيج وعمت صرخات النساء والأطفال والرجال، فيما تشتعل ألسنة النيران داخل الصفوف الدراسية التي لجأت إليها العائلات النازحة من شمال وشرق قطاع غزة جراء اشتداد حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" منذ نحو 600 يوم على التوالي، فورًا انطلقت صفارات الإسعاف والدفاع المدني وأُضيئت فوانيس الإنارة لرؤية الجريمة الإسرائيلية الجديدة.

كان المشهد صعبًا جدًا بالنسبة للمواطنين لا سيما جار المدرسة أبو البراء الذي قال: "بعد وقوع الانفجارات تحولت المدرسة إلى مقبرة، والنيران التهمت أكثر من 10 فصول دراسية حولتها إلى جدران متفحمة ومتهالكة".

هرع أبو البراء لإنقاذ النازحين؛ إلا أنه تفاجأ من قوة النيران وألسنة اللهب المشتعلة مشيرًا إلى أن قوة النيران كانت كبيرة ولم يتمكن من انقاذ الناس لا سيما الأطفال والنساء، ولفت إلى أن أصوات النساء من بين النيران كانت تستنجد وبعد دقائق قليلة اختفى الصوت ليعلن عن استشهاد عدد منهن.

أصعب المشاهد التي لاحظها أبو البراء وما زالت عالقة في ذهنه، صورة جثث النساء المتفحمة والتي تحتضن أطفالها الصغار يقول: "المشهد قشعر جسدي وبكيت كثيرًا ولم أتمكن من إنقاذ أحد، كلما حاولت الاقتراب كانت النيران تلسعني من قوتها وشدتها".

في تلك اللحظات المؤلمة وثق أحد هواة التصوير مشهد طفلة تتجول داخل أحد الفصول الصفية المشتعلة بالنيران، ليهرع رجال الدفاع المدني لإنقاذها وإنقاذ كل طفل أو سيدة أو رجل ما زال قلبه ينبض بالحياة.

دقائق قليلة حتى ظهر رجل الدفاع المدني حاملًا طفلة صغيرة بين ذراعيه يسألها عن اسمها وعن عائلتها لتجيبه الطفلة البريئة: "أنا ورد الشيخ خليل"، فورًا صرخ أحد النازحين في المدرسة: "والدها مصاب في سيارة الإسعاف"، خرجت الطفلة بمعجزة إلهية دون أن يصاب جسدها بأي أذى.

مرت ساعات على الحدث المأساوي الذي انتهى بنقل نحو 30 شهيدًا بين النساء والأطفال والرجال وأكثر من 60 مصابًا موزعة بين مستشفى المعمداني ومستشفى الشفاء.

في تلك الأجواء الصعبة تجمع الأهالي في مستشفى المعمداني وكان من بينهم عم الطفلة إياد الشيخ خليل الذي احتضنها بين ذراعيه يقول لمراسل "شمس نيوز": "أنا نازح في مكان آخر بعيدًا عن مدرسة فهمي الجرجاوي؛ لكن أول ما سمعت الخبر ورأيت الطفلة تسير بين النيران شعرت بالرعب والخوف على أسرة أخي".

تواصل إياد مباشرة على أرقام الأسرى؛ لكن دون جدوى هرع إلى المستشفى ليجد ابن أخيه سراج وقد أصيب "بكسور وحروق" أما ورد فلم يصبها أي أذى، قائلًا: "طفلة بريئة تمشي بين القصف والنار، ما هذا يا عالم، أطفال غزة ليس لهم علاقة بالحرب ولا بالقصف والنار، لماذا تحرمون أطفالنا من الحياة واللعب، هل الحياة حلالٌ على أطفال العالم ومحرمة على أطفال غزة؟".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

وفي جانب أخر من مستشفى المعمداني يجلس باسل عم ورد الشيخ خليل تحت أشعة الشمس يقول لمراسلنا: "استشهدت زوجة أخي وأبنائها هم "عبد الرحمن (18 عام) ومحمد (13 عامًا) وماريا (13 عامًا) وسلوان (11 عامًا) وأمل (سنتين ونصف) ولم يبقَ سوى سراج وورد.

الألم يعتصر قلبه وهو يقلب كفَ بكف: "جميع الجثامين متفحمة من قوة النيران جميع الأجساد هيكل عظمي، لكن محمد كان جثة بدون راس، كان المشهد صعب جدًا ومؤلم جدًا".

وفيما يتعلق بحالة الطفلة ورد التي ظهرت في مقطع الفيديو وهي تمشي بين ألسنة النيران قال: "بحمد الله خرجت ورد بمعجزة إلهية لم تصب بأذى؛ لكنها أصيبت بحالة نفسية صعبة، شاهدت أمها وأشقائها وهم يحترقون أمامها، أصيبت بصدمة كبيرة لم تتحدث منذ تلك اللحظة".

وناشد باسل العالم أجمع بضرورة التدخل لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة ونزيف الدم الذي لا يتوقف، فما يجري من مجازر يومية تقشعر لها الأبدان يجب أن يدفع العالم للتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية والكرامة في قطاع غزة.

اخبار ذات صلة