في مشهد تقشعر له الأبدان، ويكشف عن مدى تواطؤ غالبية اللصوص مع الاحتلال الإسرائيلي وإمعانه في سياسة نشر الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزة، استهدف الاحتلال الإسرائيلي رجال تأمين المساعدات الإنسانية عقب ملاحقتهم لمجموعة من اللصوص ظهر اليوم الخميس (29 مايو/أيار 2025) على مفترق السرايا وسط مدينة غزة.
ووثق هواة التصوير من أبناء شعبنا هجمات لمجموعة من اللصوص على عربات الباعة المتجولين سواء داخل سوق الصحابة ومفترق السرايا وسط مدينة غزة، وأظهر اللصوص سرعة فائقة في سرقة كل ما يعرضه الباعة سواء على عربات يجرها الحيوان أو بسطات صغيرة على جانبي الطريق.
وأثار مشهد هجوم عشرات الفتية وسرقتهم لبضاعة الباعة المتجولين مخاوف كبيرة لدى المواطنين الغزيين من انتشار ظاهرة السرقة لتصل إلى بيوتهم، مما استدعى تدخلًا عاجلًا من عناصر الأمن الشرطية للقيام بواجبهم في حماية الناس وممتلكاتهم.
وفور ظهور عناصر الأمن الشرطية لأداء واجبهم الديني والأخلاقي والوطني والإنساني في حماية الناس وملاحقة اللصوص والاقتصاص منهم على مفترق السرايا وسط مدينة غزة، باغتتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعدد من صواريخ الاستطلاع ما أدى لارتقاء عدد من قوات الأمن إلى جانب عدد آخر من المواطنين المارة.
وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة قالت: "إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت عدداً من عناصر الشرطة على مفترق السرايا وسط مدينة غزة، أثناء القيام بواجبهم في التصدي لمجموعة من اللصوص ظهر اليوم، ما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر الشرطة وعدد من المارة في مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال".
لم تكن جريمة اغتيال عناصر الأمن الشرطية على مفترق السرايا وسط مدينة غزة هي الأولى إنما هناك عشرات المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق عناصر الشرطة والأمن والحماية ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى نشر الفلتان الأمني والفوضى والنهب وتعطيل أي مسار منظم لإيصال المساعدات الإغاثية، عبر استهداف من يحمونها.
وفقًا للتحقيقات الأولية التي نشرتها وزارة الداخلية والأمن الوطني "فإن اللصوص يقودهم عملاء، ويتم تحريكهم بغطاء جوي من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لاستهداف عناصر الأمن والشرطة عند التصدي لهم، مؤكدة أن تكامل الأدوار بين اللصوص والعملاء مع الاحتلال الإسرائيلي، هدفه إحداث الفوضى وبث الخوف في نفوس المواطنين.
وقالت الوزارة في بيان وصل "شمس نيوز" نسخة عنه: "رغم التضحيات الجسام والخسائر الفادحة في أرواح أبناء المؤسسة الأمنية والشرطية لن نتخلى عن القيام بواجبنا، وسنواصل حماية أرواح وممتلكات المواطنين".
وأضافت: "سنواصل اتخاذ إجراءات ميدانية مشددة بحق اللصوص وعملاء الاحتلال، ورسالتنا لهم أنهم لن يفلتوا من العقاب، وإن الاحتماء بالاحتلال لن ينفعهم، ونحن مصممون على إنفاذ القصاص العادل بحقهم".
وأهابت الداخلية بالعائلات الفلسطينية الأصيلة للوقوف عند مسؤولياتها في هذه المرحلة الفاصلة، ورفع الغطاء عن كل من يقف في صف الاحتلال، وأن يكونوا صمام أمان لمجتمعنا.
مجزرة عناصر الشرطة على مفترق السرايا لا يمكن فصلها عن النهج العدواني الإسرائيلي في استهداف البنية الإنسانية لقطاع غزة، وهي جريمة يُراد لها أن تزرع الخوف في قلوب رجال الأمن، وتمنح الغزاة حرية القتل بلا شاهد ولا رقيب.
ما جرى هو فصول من فصول الصراع بين إرادة الحياة ومخططات الموت، حيث يُقصف المسعفون، ويُقتل الأمناء، وتُترك المساعدات تحترق في منتصف الطريق.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وعلق شاهد عيان عبر منصته على الفيسبوك على مجزرة استهداف قوات الأمن على مفترق السرايا قائلًا: "ما رأيته أمام عيني على مفترق السرايا بغزة هو مجموعة من (الحرامية والبلطجية) هجموا على الممتلكات العامة على مفترق السرايا ومنطقة الرمال، وعناصر الأمن تدخلت لضبط المكان ونجحت في ذلك.
وأضاف: "طيران الاحتلال تدخل فور ضبط الأمن على مفترق السرايا ليستهدف المجموعة التي كانت تلاحق اللصوص، فارتقى ما يزيد عن 7 شهداء منهم وأصيب العشرات من المارة وعامة الناس واحنا ربنا سلّمنا كالعادة".
وأضاف: "ما جرى هو أن الاحتلال قام بحماية اللصوص، فاللص والعميل والمحتل أوجه لعملة واحدة!! حسبنا الله ونعم الوكيل".
