قائمة الموقع

عيد الأضحى في غزة.. جوع وألم وبهجة مدفونة

2025-06-02T17:49:00+03:00
عيد الأضحى 2025 في غزة
شمس نيوز - خاص

"لا وقت للاستعداد لبهجة عيد الأضحى المبارك في قطاع غزة؛ فلا ملابس جديدة ولا لحوم أضاحي ولا شراء لألعاب العيد، فقد تغيرت أحلام الأطفال منذ السابع من أكتوبر 2023 وبات الحصول على رغيف خبز فقط هو أقصى ما يتمنوه"، هكذا بدء الشاب محمد الخضري حديثه لمراسل "شمس نيوز" عن أجواء عيد الأضحى المبارك.

ويحل عيد الأضحى المبارك على الأمة الإسلامية يوم الجمعة المقبل (6 يونيو/حزيران 2025)، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والتي حصدت أرواح أكثر من 54 ألفاً و381 شهيداً و124 ألفاً و54 مصاباً.

وتغيب مظاهر عيد الأضحى عن قطاع غزة، إذ تحولت شوارع المدن المدمرة إلى مخيمات للنازحين، والقمامة تكدست في الزوايا لا سيما سوق افراس الشعبي، والبهجة غابت خلف وجوه جائعة ومنهكة جراء اشتداد الحصار الإسرائيلي الذي فرض منذ الثاني من مارس الماضي.

وبالعودة إلى الشاب الخضري الذي روى لمراسلنا بألم ووجع كبيرين، أجواء عيد الأضحى قبل وبعد حرب الإبادة في قطاع غزة: "كان الأطفال ينتظرون العيد على أحر من الجمر؛ لأهداف متعددة شراء ملابس جديدة، الحصول على إجازة المدرسة، شراء الألعاب، التوجه لمزارع العجول، مشاهدة الأضاحي عند الذبح، تناول لحوم الأضاحي، صلاة العيد، تكبيرات العيد، الحصول على العيدية، شراء فرشوحة الشاورما؛ أما اليوم وبعد مرور عام و8 أشهر على حرب الإبادة بات حلمهم فقط الحصول على رغيف خبز حتى وإن كان مخلوط بالرمال أو بالعدس والمعكرونة".

وأشار إلى أن المأساة في قطاع غزة كبيرة جدًا، ولا يمكن الانتهاء من هذا الكابوس؛ إلا بوقف حرب الإبادة بشكل فوري وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل متسارع، إضافة إلى إعادة إعمار ما دمره الاحتلال من منازل وبنى تحتية ومدارس ومستشفيات.

وفي حال طلب أحد أبنائه شراء ملابس أو ألعاب العيد، لفت الشاب الخضري إلى أنه يحاول منع أبنائه من استخدام هاتفه النقال لمنعهم من رؤية الطعام أو الملابس الجديدة عبر فيديوهات منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، خشية أن يطلب أبنائه ما يشاهدونه ما يُسبب له احراجًا كبيرًا لأن أي قطعة من الملابس ثمنها مرتفع جدًا وفرص العمل منعدمة في غزة؛ إلا أمام اللصوص وقطاع الطرق.

واستعان الشاب الخضري بالمثل الشعبي في حديثه "العين بصيرة واليد قصيرة"، لعدم قدرته على توفير أي شيء مما يطلبه أطفاله في ظل استمرار الإبادة الجماعية وانتشار الفقر والجوع"، قائلًا: "نعيش على فتات الطعام والتكيات ولا نملك شيء نشتريه".

وفي زاوية أخرى من سوق عمر المختار في غزة، إذ دمر الاحتلال فيه عشرات المحال التجارية، يسير المسن حيدر العشي وعلامات الحزن والأسى تملأ عينيه قائلًا: "يمر عيد الأضحى المبارك للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية، إذ نفقد جميع مظاهر الفرح والسرور منذ السابع من أكتوبر 2023".

حيدر العشي هو أحد الباعة المشهورين للألبسة في غزة وقد دمر الاحتلال الإسرائيلي محله التجاري ومنزله وسيارته، وفقد كل مظاهر الترف والحياة السعيدة، فقد أشار خلال حديثه لمراسلنا إلى أن الأطفال في قطاع غزة فقدوا جميع حقوقهم الطفولية والإنسانية بسبب صمت العالم على جرائم "إسرائيل" وعدم قدرتهم على وقف الحرب، وبات الأطفال يتجمعون حول التكيات وسيارات المياه الحلوة ويهرولون خلف شاحنات المساعدات والغالبية تحولوا إلى متسولين بسبب الفقر والجوع.

واختصر العشي حديثه عن أجواء العيد بالقول: "أصعب المواقف وأكثرها قسوة عندما يطلب حفيدك لعبة العيد أو العيدية أو حتى شراء ملابس جديدة، وأنت لا تملك حتى مواصلاتك أو شراء رغيف خبز تسد له جوعك، فهذه هي المأساة والأزمة الخطيرة جدًا".

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

ويحل عيد الأضحى المبارك للعام الثاني تواليًا على قطاع غزة في وقت يكافح فيه المواطنون يوميا لتأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء على قيد الحياة، مع قصف "إسرائيلي" مستمر ودمار واسع، وانعدام مصادر الدخل، وغياب المساعدات الإغاثية من مخازن مؤسسات الأمم المتحدة.

وتشن "إسرائيل" بدعم أمريكي كامل وصمت عربي وإسلامي ودولي مريب منذ السابع من أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة سواء كانوا أطفال أو نساء أو مسنين أو حتى رجال، فيما استخدم الاحتلال أساليب جديدة للقتل منها سياسة التجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 178 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

اخبار ذات صلة