يتوافد الحجاج اليوم الخميس إلى صعيد عرفات في مكة المكرمة غربي السعودية لأداء ركن الحج الأعظم بعد أن باتوا الليلة الماضية في مشعر منى بختام "يوم التروية". وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس"، بأن "حجاج بيت الله الحرام بدؤوا مع إشراقة صباح الخميس التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ (5 يونيو/حزيران) بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر".
ووصفت الوكالة مشهد الحجاج بالقول إنهم "يتوافدون مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفّهم العناية الإلهية، ملبّين متضرّعين داعين الله عز وجل أن يَمُنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار".
وقال حسن علي سلامة من مصر لرويترز من فوق عرفات: "إحساس وشعور لا يوصف، سبحان الله.. قلب الواحد يرجف من السعادة والفرحة". وأضاف "نحن على جبل الرحمة، كأن الرحمة فعلاً نزلت علينا".
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات "متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم بحسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم".
وذكرت الوكالة أنه خلال عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات "اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية".
في الوقت ذاته، توافد حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم للاستماع إلى خطبة عرفة، وأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يخطب ويؤم المصلين الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام.
في الوقت ذاته، تقوم الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين بالترجمة الفورية والمباشرة لخطبة يوم عرفة، بأكثر من 34 لغة عالمية؛ لتصل إلى أكبر عددٍ ممكن من المسلمين حول العالم، وذلك انطلاقًا من مبدأ "البلاغ المبين"، وإيصال رسالة الإسلام السمحة إلى مختلف شعوب العالم بلغاتهم، وتعزيز التواصل مع المسلمين وغير المسلمين، بما يعكس مكانة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج.
في حين أنهت وزارة الشؤون الإسلامية الأعمال الفنية للمسجد من صيانة وتشغيل ونظافة وتزويده بالسجاد الفاخر ومتابعة مشروع تطوير أنظمة التكييف وتنقية الهواء، وصيانة المولدات الكهربائية؛ ليؤدي الحجاج نسكهم بكل يسر وطمأنينة.
ومع غروب شمس يوم عرفة، يبدأ الحجاج النفرة إلى مشعر مزدلفة، حيث سيؤدون صلاتي المغرب والعشاء ويبيتون ليلتهم هناك، تمهيداً للانتقال إلى منى صباح غداً الجمعة لأداء مناسك يوم النحر وطواف الإفاضة (بمكة). ومن السبت إلى الاثنين، يستمر الحجاج في رمي الجمرات مجدداً (في مِنَى)، فيما يختتم الحج بأداء طواف الوداع في مكة.
والأربعاء، أعلن المتحدث باسم وزارة الحج السعودية غسان النويمي، أن عدد الحجاج الذين وصلوا من خارج السعودية تجاوز مليون و500 ألف حاج.
ويضاف إلى هذه الأعداد إحصائيات بشأن حجاج الداخل، والتي عادة تعلن بنهاية أداء مناسك الحج. وفي موسم العام الماضي، بلغ إجمالي أعداد الحجاج مليوناً و833 ألفاً و164 حاجاً وحاجة بينهم 221 ألفاً و854 من داخل المملكة، بحسب ما أعلنه وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة.
