أكد نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الدكتور تحسين الأسطل، أن عملية الاستهداف الإسرائيلية الغادرة لخيمة مخصصة للصحفيين داخل ساحة مستشفى المعمداني بمدينة غزة، هي فصل جديد من فصول حرب الإبادة الشاملة التي تستهدف الصوت الحر والحقيقة الميدانية.
وصباح اليوم الخميس، استشهد 4 صحفيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية من طائرات الاحتلال استهدفت ساحة مستشفى المعمداني بمدينة غزة.
وذكر مراسل "شمس نيوز"، أن الشهداء الصحفيين هم الزملاء: "إسماعيل بدح مصور قناة فلسطين اليوم، وسليمان حجاج مراسل قناة فلسطين اليوم، وسمير الرفاعي أحد كوادر وكالة شمس نيوز، وأحمد قلجة مصور التلفزيون العربي"، فيما أصيب الزملاء "عماد دلول مراسل قناة فلسطين اليوم، وإسلام بدر مراسل التلفزيون العربي، ومحمود الغازي".
وأوضح د. الأسطل، في حواره مع "شمس نيوز"، أن استهداف خيمة الصحفيين داخل ساحة مستشفى المعمداني يُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الاحتلال يتعمد اغتيال الحقيقة وكسر عين الكاميرا، في محاولة مستميتة لحجب الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق المدنيين العزل في قطاع غزة.
وشدد على أن اغتيال الصحفيين جريمة مكتملة الأركان ضمن سلسلة جرائم ممنهجة يواصل الاحتلال ارتكابها بحق الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي.
وأشار د. الأسطل إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف الصحفيين بشكل مباشر، بل تمادى في جرائمه ليُوقع أكبر عدد ممكن من الشهداء في صفوف الإعلاميين، حيث بلغ عدد الشهداء من الصحفيين منذ بدء عدوان 7 أكتوبر 2023 حتى اليوم 225 شهيداً، من بينهم 30 زميلة صحفية، بالإضافة إلى مئات المصابين وعشرات الأسرى في سجون الاحتلال.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
وأضاف أن الاحتلال ارتكب مجازر بحق عائلات الصحفيين أيضاً، إذ قتل ما لا يقل عن 700 من أقاربهم، وشرّد مئات آخرين في ظروف غير إنسانية، فيما أُصيب 440 صحفياً بجروح مختلفة، بينهم من فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لإعاقات دائمة.
وأكد أن الصحافة الفلسطينية، بالرغم من كل هذه الاستهدافات والمجازر، ستبقى حية بصوتها وكاميرتها وقلمها، ولن تنكسر أو تنكفئ عن أداء رسالتها الوطنية والإنسانية.
ونبَّه إلى أن الاحتلال يُمارس سياسة إخفاء قسري بحق زميلينا الصحفيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، ويرفض الإفصاح عن مصيرهما منذ أشهر، في خرق واضح للمواثيق الدولية واتفاقية الأمم المتحدة لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري.
وفيما يتعلق بالاعتقالات، كشف نائب نقيب الصحفيين أن الاحتلال اعتقل 180 صحفياً منذ بدء العدوان، من بينهم 17 صحفية تم الإفراج عنهن لاحقاً، و42 صحفياً يقبعون تحت الاعتقال الإداري دون تهم، لافتاً إلى وجود صحفيين معتقلين قبل الحرب ولا يزالون في سجون الاحتلال حتى اليوم.
ولفت د. الأسطل إلى أن الاحتلال دمر 115 مقراً ومؤسسة إعلامية في قطاع غزة عبر القصف المباشر، وأغلق 5 مؤسسات صحفية في الضفة الغربية والقدس، إلى جانب تدمير 12 مطبعة صحفية، في محاولة لعزل الرواية الفلسطينية وطمس معالم الجريمة.
وبيَّن نائب نقيب الصحفيين، أن النقابة تواصل جهودها بالتنسيق مع النقابات الدولية والجهات الحقوقية الأممية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، مؤكدًا أن ما يجري بحق الصحافة الفلسطينية هو "أكبر مجزرة موثقة في تاريخ الصحافة العالمية".