أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، د. إسماعيل الثوابتة، أن الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، باستهداف مباشر لمحيط مستشفى المعمداني، ما أسفر عن استشهاد أربعة من الزملاء الصحفيين، هي امتدادٌ لنهج ممنهج في تصفية الصوت الفلسطيني الحر، واستهداف كل من يسعى لنقل الحقيقة من قلب الميدان.
ولفت د. الثوابتة، في حواره مع "شمس نيوز"، إلى إن "استهداف الصحفيين في محيط منشأة طبية هو جريمة مزدوجة تخالف كل القوانين الدولية، خاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المرافق الطبية والصحفيين"، مُديناً تلك الجريمة البشعة بأشد العبارات.
وصباح الخميس، استشهد 4 صحفيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية من طائرات الاحتلال استهدفت ساحة مستشفى المعمداني بمدينة غزة.
وذكر مراسل "شمس نيوز"، أن الشهداء الصحفيين هم الزملاء: "إسماعيل بدح مصور قناة فلسطين اليوم، وسليمان حجاج مراسل قناة فلسطين اليوم، وسمير الرفاعي أحد كوادر وكالة شمس نيوز، وأحمد قلجة مصور التلفزيون العربي"، فيما أصيب الزملاء "عماد دلول مراسل قناة فلسطين اليوم، وإسلام بدر مراسل التلفزيون العربي، ومحمود الغازي".
وشدد د. الثوابتة على أن هذه الجرائم لن تُثني الصحفيين الأحرار عن أداء رسالتهم في كشف الحقيقة، بل ستزيدنا إصراراً على توثيق كل جريمة تُرتكب بحق شعبنا الفلسطيني العظيم.
وبيَّن أن استهداف 225 صحفياً شهيداً خلال 20 شهراً من القتل والإبادة يكشف عن حجم الجريمة والخوف الإسرائيلي من الكاميرا والقلم والصوت الفلسطيني الحر، مشيراً إلى أن استهداف الاحتلال للصحفيين بهذا الشكل المكثف ليس عشوائياً، بل هو سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الحقيقة، وطمس الجرائم، ومنع توثيق المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في قطاع غزة.
ويدرك الاحتلال، وفق ما أضافه د. الثوابتة، أن الصحفي الفلسطيني هو شاهد عيان على كل جريمة تُرتكب، لذلك يحاول تصفيته جسدياً لكسر أدوات الرواية الفلسطينية"، ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لإبقاء الساحة الإعلامية خالية من المراسلين الذين يفضحون جرائمه، بالتزامن مع منعه للصحفيين الأجانب من دخول غزة، بهدف خلق تعتيم إعلامي شامل.
وأكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين يُشكّل ضربة مباشرة لعملية تدفق المعلومات من غزة إلى العالم، خاصة في ظل الحصار الإعلامي ومنع دخول الصحفيين الدوليين.
لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام
إن شهداء الصحافة، كما يقول د. الثوابتة، هم أعين الحقيقة، وباستهدافهم يسعى الاحتلال لعزل قطاع غزة عن العالم، ومنع توثيق جرائمه، موضحاً أن نتيجة تلك الاستهدافات "هي تأخير أو تغييب سردية المجازر والانتهاكات بحق المدنيين، ومحاولة فرض رواية الاحتلال الإسرائيلي كرواية أحادية كاذبة".
ومع غياب التغطية الدولية المباشرة، يتضاعف العبء على الصحفي الفلسطيني الذي يعمل في ظروف قاسية وخطرة، لكن د. الثوابتة يرى أن "إرادة الصحفيين الفلسطينيين لا تزال صلبة، وقد نجحوا في إيصال الرواية الفلسطينية بكل اقتدار رغم الجراح والخسائر"، لكنه يقول إن "استمرار هذه الجرائم يُهدد مستقبل الإعلام الفلسطيني ويُعرض الحقيقة للخطر".
وجدد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي تأكيده على أن استهداف الصحفيين جريمة حرب مكتملة الأركان، ويجب ألا تمر بصمت.
ووجه رسالة إلى الصحفيين العاملين في الميدان في قطاع غزة، قال فيها إن "دماء زملائنا الشهداء أمانة في أعناقنا، ومسؤوليتنا أن نواصل الطريق بكل قوة وصدق، لا تنكسروا أمام آلة القتل، فأنتم صوت الحقيقة في وجه الإبادة. كونوا أقوياء، أوفياء، ومخلصين لشعبنا وقضيته، ولزملائنا الذين ارتقوا شهداء الكلمة".
ودعا د. الثوابتة، المجتمع الدولي والمؤسسات الصحفية الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى التحرك الفوري لإدانة هذه الجرائم، وفتح تحقيقات دولية تُفضي إلى محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
وطالب بتوفير الحماية الدولية للصحفيين الفلسطينيين، وتمكينهم من أداء دورهم بحرية وأمان، والسماح الفوري بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، ليروا الحقيقة بأعينهم.
وقال: "إن حماية الصحافة هي دفاع عن الحق، والعدالة، والإنسانية... لا تتركوا دماء الصحفيين تُسفك دون موقف حازم".