قائمة الموقع

خبر حملات المقاطعة.. تمثل تهديدا كبيرا لإسرائيل

2015-06-03T22:01:34+03:00

تقرير: محمد الشريف 

تنظر “إسرائيل” بخطورة بالغة إلى اتساع دائرة مقاطعتها أكاديميًا وثقافيًا واقتصاديًا حول العالم، ويتضح ذلك من حجم تناول الإعلام العبري لهذه الظاهرة التي رأوا فيها تهديدًا وجوديًا لـ”إسرائيل”، في حين اعتبرها الرئيس الإسرائيلي تهديدًا إستراتيجيًا من الدرجة الأولى، وسط دعوات بضرورة التصدي لهذه الحملات التي تحقق نجاحات غير مسبوقة.

وأعلن الاتحاد الوطني للطلبة في بريطانيا -الثلاثاء- انضمامه لحملة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والثقافية لـ”إسرائيل” (BDS)، “وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها  في انتصار جديد على ماكينة الدعاية “الإسرائيلية”.

ويضم الاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في بريطانيا نحو 7 ملايين عضوًا.

وصوَّت المجلس التنفيذي على الاقتراح المقدم من قِبل اتحاد الطلبة في كلية الدراسات الشرقية ودراسات أفريقيا في لندن، وأقر بأغلبية 19 صوتًا مقابل 14 معارضًا.

وبعد إقرار المقاطعة، أصدر الاتحاد بيانًا وصف فيه احتلال فلسطين من قِبل “إسرائيل”، ” بأنه غير شرعي، وينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، وطالب المجتمع الدولي بإدانة هذه الممارسات البغيضة.

تهديد استراتيجي للاحتلال

وجاء قرار الاتحاد بعد يوم واحد من إعلان وزيرة الثقافة “الإسرائيلية” ميري ريغيف، عن تشكيل طاقم خاص لمواجهة حملات المقاطعة الثقافية لـ”إسرائيل” بالتعاون مع وزارة الخارجية، يضم مهنيين من جميع أنحاء العالم بالتعاون مع وزارة الخارجية، أوكلت إليه مهمة مواجهة الحملات الداعية لفرض المقاطعة الثقافية على “إسرائيل”.

و قال رئيس لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية  البروفيسور “بيرتس لافي” لـ”ريفلين”:  إنه لا يزال من الممكن وقف كرة الثلج، “ولكننا نقف في الدقيقة التسعين، وعلينا أن نتجند من أجل وقف العملية في أوروبا والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن المنظمات الطلابية المناهضة لإسرائيل كانت قليلة جدًا في السابق بينما تنتشر اليوم في كل الجامعات الرائدة.

وعرض رؤساء الجامعات أمام الرئيس الإسرائيلي “”رؤوفين ريفلين ” في لقاء معه العديد من الآثار الرئيسة المترتبة على المقاطعة الأكاديمية، ومن بينها، عدم تقدم الباحثين الإسرائيليين، وحدوث انخفاض ملموس في مجال التعاون في الأبحاث العلمية مع شركات دولية تتخوف من مقاطعة منتجاتها، وعدم موافقة المجلات العلمية على نشر دراسات للباحثين الإسرائيليين، والضغط الكبير الذي تمارسه المنظمات الطلابية على رؤساء الأكاديميات في العالم كي تقاطع الأكاديمية الإسرائيلية.

وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن “ريفلين ” التقى عددًا غير قليل من قادة العالم، وأعرب أمامهم عن قلقه من شكل تحدث العالم المستنير عن الحرية الأكاديمية، وفي الوقت نفسه يخلط بين الأكاديمية والسياسة، معتبرًا اتساع مقاطعة “إسرائيل” أكاديمًيا واقتصاديًا وثقافيًا في جميع أنحاء العالم يعد تهديدًا استراتيجيًا من الدرجة الأولى.

يشار إلى أن أكثر من 700 من كبار الفنانين العالميين وقّعوا عريضة في شباط/ فبراير الفائت تدعو لمقاطعة “إسرائيل” ثقافيًا.

ومع مطلع العام الجاري،  أقرت جمعية دراسات الشرق الأوسط في أمريكا الشمالية (MESA)، بالأغلبية الساحقة إدراج مقاطعة “إسرائيل” على مؤتمرها السنوي العام، وصوت 561 عضوًا إلى جانب القرار وعارضه 152.

وتعتبر منظمة “ميسا” من أهم المنظمات العالمية في هذا المجال، وتضم 30 ألف محاضر في موضوع الشرق الأوسط.

وفي أكتوبر العام الفائت، وقع أكثر من 400 بروفيسور في مجال الدراسات الإنسانية “الأنثروبولوجيا”، معظمهم من جامعات أمريكية مشهورة، على مذكرة ، أدانوا فيها الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان.

انتصارات مثيرة لقلق الاحتلال

ويكتب “بن درور يميني”، في تقرير رئيس نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنه تجري منذ عامين في جنوب إفريقيا، معركة “البيجلا” التي تعتبر معركة أخرى من منظمة الحرب الكبيرة ضد “إسرائيل”.

وأوضح أن “نشطاء حملة المقاطعة الاقتصادية والاكاديمية والثقافية لـ”إسرائيل” (BDS)، يحاربون ضد شبكة السوبرماركت “وودورث” التي تصر على استيراد “البيجلا” من “إسرائيل”، والحديث عن استيراد بمقدار مليون دولار فقط، لكن نشطاء حملة المقاطعة يصرون، وقد تظاهروا طوال فترة طويلة أمام فروع الشبكة وعرقلوا المبيعات، لكن الشبكة تصر أيضًا. وقد توجهت إلى المحكمة وفازت في القضية، إلا أن نشطاء BDS لا يتنازلون”.

 ويشارك في النضال وفق الصحيفة “مكتب التجارة ومنظمة الشبان في ANC، (حزب الكونغرس الكبير والقوي في جنوب إفريقيا)، وجهات أخرى، وقبل أسبوعين، في يوم النكبة، أخرجوا عشرات آلاف الطلاب للمشاركة في تظاهرات ضخمة ضد شبكة “وودورث”.

في الجانب الثاني من الكرة الأرضية، في ولاية واشنطن في الولايات المتحدة، قررت شبكة سوبرماركت أخرى، أولمبيا، الانضمام إلى BDS ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وعندما قرر النشطاء المؤيدون لـ”إسرائيل” التوجه إلى القضاء، تم رفض طلبهم نهائيًا، وقبل ثلاثة أيام قررت المحكمة العليا في واشنطن قلب القرار.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مؤيدي “إسرائيل” حققوا نجاحات أخرى في السابق، ففي المحاكم الفرنسية أوضحوا أن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية تعتبر جريمة كراهية، وفي مدينة الينوي الأمريكية، تم قبل أسبوعين تمرير قانون يمنع الاستثمار في الشركات التي تلتزم بمقاطعة “إسرائيل”، لكن الصحيفة تحذر من أن “سلسلة الانتصارات القضائية يمكنها أن تخلق انطباعًا خاطئًا، لأنBDS تنتصر في المعركة على الوعي”.

معركة الوعي

وقال معد التقرير: محق من يقول إن BDS لم تؤثر في الاقتصاد الاسرائيلي. حاليًا، لكن القضية هي أن BDS تدير معركة على الوعي في الجامعات واتحادات العمال وقنوات الإعلام، وهي تحقق انتصارات مثيرة للقلق. فالكثير من روابط الجامعيين في الولايات المتحدة تنضم إلى المقاطعة، وصحف رائدة مثل “نيويورك تايمز” تمنح منصة لمؤيدي المقاطعة. ويتغلغل التأثير، أيضًا، إلى نوادي الجامعات التي تمنح منصة لمؤيدي الحملة من خلال الرغبة في الانفتاح.

ويشير إلى أن “دعم “إسرائيل” في الولايات المتحدة يتواجد في قمته، لكن هذا وهم، ففي الجامعات ومعاهد الأبحاث وفي وسائل الاعلام طرأ جرف متتابع وخطير ضد “إسرائيل”، وبات يتغلغل في السياسة.

وضرب مثلاً أن “سيدني بلومنطال كان مستشارًا كبيرًا لهيلاري كلينتون، لكن ابنه ماكس، أصبح ناشطًا بارزًا ولاذعًا في الجامعات ضد حقيقة وجود “إسرائيل”. هذا لا يحدث في كل عائلة يهودية، ولكن هذا هو التوجه”. معتبرًا أن “إسرائيل تواجه أحد أكبر الهجمات المنهجية ضد حقيقة وجودها”.

ويضيف “لا حاجة لأن تكون جزءًا من BDS كي تقف في الجبهة المعادية لإسرائيل. عندما يظهر نشطاء “يكسرون الصمت” في نشاطات ترعاها BDS، لا يعتبر ذلك انتقادًا، بل شيطنة. عندما يدعي بيتر باينرت، من قادة اليسار اليهودي في الولايات المتحدة، والذي يصف نفسه بأنه صهيوني وأرثوذكسي، أنه في “لاغ بعومر” (عيد يهودي) 2014 نفذ اليهود “بوغروم” بحق الفلسطينيين، فإنه لا ينشغل في الانتقاد، بل ينشر فرية دموية. عندما نشر ريتشارد غولدستون التقرير الذي يحمل اسمه، تسبب بضرر إعلامي كبير لإسرائيل، رغم أنه تراجع عن تقريره لاحقًا. والقائمة طويلة”.

ورأى “بن درور يميني”، نجاح BDS مثيرًا بشكل خاص لأن المقصود حركة تتحدث بلغة الحقوق، لكنها تعمل عمليًا على سحب حق “إسرائيل” في الوجود. والنتيجة هي خديعة كبرى. موضحًا أن “د. ايلان بابيه، المؤيد الإسرائيلي المتحمس للحملة، فقد شرح بأن الحملة تقوم على مفهوم يؤمن بخطيئتين: الأولى تكمن في إقامة “إسرائيل”، والثانية في حقيقة وجود إسرائيل”.

وشدد “بن درور يميني” أن  BDS تتحول إلى تهديد استراتيجي، عملية زاحفة. واتهم دولاً خليجية خاصة قطر، بتمويل الدعاية المعادية لإسرائيل، كما كشفت مؤخرًا البروفيسور اوفيرا سليكتر في بحث سيتم نشره قريبا. والحديث عن اموال ضخمة تمول الكثير من الكليات التي ينشأ فيها الكثير من أنصار “BDS.

وذكر أن” المعهد الذي يترأسه البروفيسور جون اسفوزيتو، يحظى بعشرات ملايين الدولارات سنويا من الملياردير السعودي الوليد بن طلال. هل يمكن حقا الادعاء بعدم وجود صلة بين هذا التبرع وبين دعم اسفوزيتو المتحمس لحركة BDS؟ ما حدث في مؤتمر “فيفا” سيتكرر خلال الأشهر القريبة في منتديات أخرى”.

ولفت إلى أنه “لا يمكن هزم “إسرائيل” في ساحة الحرب، ولكن يمكن هزمها في ساحة الدعاية. عندما يتم تفكيك وزارة الخارجية إلى ست وزارات، بسبب الحاجة إلى التكريم، فإن الحرب ضد الشيطنة تتلقى ضربة”.

وشدد على أن “الحرب ضد BDS ليست مسألة سياسية. وإنما مصلحة قومية”، داعيًا “كل القوى المتعقلة، من اليسار واليمين، التجند فيها،  مشيرًا إلى أن جريدة “يديعوت احرونوت” تتجند، أيضًا، في هذه الحرب التي ستتواصل من خلال التحقيقات والمقالات خلال الأشهر القادمة”.

اخبار ذات صلة