قائمة الموقع

"حنين الوادية" الناجية الوحيدة من مجزرة مروعة في غزة: أختي ماريا كانت تستنجد بأمي

2025-06-15T15:04:00+03:00
الطفلة حنين الوادية
شمس نيوز - مطر الزق

وسط ألسنة النيران المشتعلة، ودخان ورائحة الجثث المتفحمة، يخرج صوت طفلة بالكاد يُسمع "ماما ماما الحقيني، النار وصلت رجليا"؛ لكن صوتها بدأ يختفي تدريجيا، على يمينها تستلقي شقيقتها حنين (5 أعوام) هي الشاهدة الوحيدة على مجزرة إسرائيلية مسحت جميع أفراد أسرتها من السجل المدني.

وقفت الطفلة حنين الوادية مصدومة مما يحدث أمامها، فنيران الصواريخ كانت تلتهم أجساد والدها ووالدتها وشقيقتها ماريا، تقدمت حنين بخطوات صغيرة علها تهرب من ألسنة النيران؛ في تلك اللحظة تم رؤيتها وهي تسير بين النيران فوثقتها كاميرات الهواة من أبناء شعبنا.

فورا تحرك رجال الدفاع المدني صوب الصف الدراسي الذي تتواجد فيه حنين لانقاذها، ورغم الخطورة العالية تجلت قدرة الله بمعجزة أذهلت العالم، فمن رأى المشهد يعتقد بأن حنين لن تخرج على قيد الحياة؛ إلا أنها أصيبت بحروق متوسطة في وجهها وذراعها وقدمها.

 

حكاية الطفلة حنين الوادية بدأت في (6-5-2025) عندما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الجرجاوي في حي الدرج شرق مدينة غزة بأربعة صواريخ قاتلة استشهد خلالها نحو 30 مواطنا وأصيب العشرات بجروح مختلفة.

 

لجأت أسرة الطفلة حنين لمدرسة الجرجاوي بعد تحذيرات أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي للعمل بقوة داخل حي الشجاعية، فلم يجد والدها حسن سوى مدرسة لإيواء النازحين معتقدا كما أكد شقيقه أن المدرسة آمنة ومعروفة للجميع ولن تكون هدفا لجيش الاحتلال.

 

عانت أسرة حنين كثيرا قبل حصولها على جزء يسير من فصل دراسي داخل المدرسة، اذ تنقلت من مكان إلى آخر داخل مدينة غزة، يقول أحمد: "انتقل شقيقي حسن للمدرسة قبل 5 أيام فقط من الاستهداف الغادر، لعدم توفر الاماكن في قطاع غزة بعد عمليات النزوح المستمرة من المناطق الشرقية والشمالية".

 

استقر حسن وأسرته داخل مدرسة الجرجاوي؛ اما شقيقه أحمد فانتقل لمكان آخر غرب مدينة عزة مع أسرته.

 

كانت ليلة هادئة جدا ونسائم الهواء البارد دفعت الجميع للنوم باكرا، وما أن وصلت عقارب الساعة إلى الثانية فجرا في السادسة من يونيو 2025 انقلبت الحياة رأسا على عقب.

انهالت 4 صواريخ إسرائيلية حارقة على مدرسة الجرجاوي لتدمر جميع الفصول الصفية الخمسة في الطابق الأرضي و3 فصول في الطابق الثاني ويرتقي نحو 30 مواطنا وعشرات الاصابات بجروح مختلفة.

مرت عقارب الساعة بسرعة على أسرة الوادية حتى الساعة الخامسة صباحا، حينها حاول أحمد الاطمئنان على أسرة شقيقه حسن؛ ليتفاجأ بأسطوانة جوال "لا يمكن الوصول للرقم المطلوب حاليا يرجى المحاولة فيما بعد"، كرر محاولة الاتصال بشقيقه كثيرا دون فائد وفجأة وصله اتصال: "استهدف الصف الذي يقطن فيه حسن".

 

صعق أحمد بالفاجعة وهرع صوب مستشفى المعمداني ليجد ابنة شقيقه الطفلة "حنين" بوجه محترق وجسد يلتف بالشاش الأبيض، يقول : "أمضيت أكثر من ساعتين في محاولة التعرف على جثامين الشهداء بسبب احتراقها بشكل كامل فلا يجود ملامح للأجساد بسبب الصواريخ الإسرائيلية المستخدمة وهي صواريخ حارقة ومتفجرة ومحرمة دوليا".

أما حنين التي حاولت احتضانها كانت تبكي بشدة ومصدومة من المشاهد التي رأتها تقول لنا بصوت مخنوق: "كنت خايفة اكثير النار عالية والمكان مظلم -امشيت اشوي فوق جثث ابي وامي واختي ماريا الي كانت تصرخ وتقول ماما ماما النار وصلت رجليا".

 

حروق الطفلة حنين وفقا للحكيم أحمد الوادية وهو عمها تتجاوز ال(20‎%‎) من جسدها وجهها وذراعها وأقدامها وهي بحاجة ماسة للعلاج والسفر خارج قطاع غزة.

يشير الوادية إلى أن مستشفيات قطاع غزة تعاني من نقص حاد في العلاجات والمستلزمات الطبية لذلك تناشد عائلة حنين الجهات المعنية للعمل على إخراجها خارج قطاع غزة لتلقي العلاج اللازم كونها هي الناجية الوحيدة من المجزرة.

اخبار ذات صلة