قائمة الموقع

خبير عسكري عبر "شمس نيوز": صواريخ "التنقيط" ليست عبثاً ولا فَلَساً… إنها حرب أعصاب طويلة

2025-06-19T13:37:00+03:00
صواريخ ايران.jpg
شمس نيوز - خاص

قال الخبير في الشؤون العسكرية محمد عبدالهادي إن الدفعة الصاروخية الأخيرة التي استهدفت عمق المدن المحتلة صباح الخميس لم تكن مجرّد رسالة نارية عابرة، بل جاءت بتكتيك محسوب التوقيت والأثر، في إطار معركة النفس الطويل وإدامة الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وأوضح عبد الهادي أن التقديرات الأولية تشير إلى أنّ صواريخ مساء أمس – والتي اقتصرت على ثلاث صواريخ – كانت تهدف بالأساس إلى إزعاج السكان الإسرائيليين وإدامة بقائهم في الملاجئ، دون التسبب بضرر مادي كبير. أما الرشقة الجديدة، فجاءت في توقيت بالغ الحساسية، له دلالة مزدوجة، تكشف فهماً عميقاً من قبل مطلقيها لطبيعة المزاج الإسرائيلي ومتغيراته.

فمن جهة، تزامن القصف مع قرار حكومة نتنياهو بتخفيف القيود الأمنية وفتح المحال التجارية والسماح بعودة جزئية للنشاط الاقتصادي، ما فُهم كإعلان رسمي بانتهاء خطر الرد الإيراني وانحسار التوتر، وهو ما أرادت الجهة المُنفذة للقصف تقويضه فوراً عبر تجديد الضربات، لتقول بشكل مباشر: "الخطر ما زال قائماً".

ومن جهة ثانية، حدّد القصف توقيته في ساعة الذروة الصباحية، أي لحظة خروج الإسرائيليين إلى أعمالهم، بهدف خلق حالة من الفوضى والارتباك داخل المجتمع، وتعطيل روتين الحياة اليومية الذي يُعد أحد أهم ركائز الاستقرار النفسي والأمني داخل "إسرائيل".

ويؤكد عبد الهادي أن مثل هذه الضربات، حتى وإن لم تكن ذات قدرة تدميرية عالية، فإنها تحمل أثراً نفسياً بالغاً في مجتمع يعيش على فكرة "الأمن أولاً"، مشيراً إلى أن استراتيجية الضغط المتدرّج هذه تؤتي أُكلها بالفعل، في ظل تراجع ثقة الجمهور بحكومة نتنياهو، التي فشلت في احتواء الهجمات أو تقديم رواية مقنعة عن حجم الخسائر.

ويختم عبد الهادي بالقول إن الرشقات الصاروخية المتكررة، مهما بدت محدودة، تنجح في جرّ الشارع الإسرائيلي إلى ساحة توتر دائم، وتعطّل قدرة الدولة على استعادة المبادرة، في وقتٍ أصبحت فيه الملاجئ جزءاً من الحياة اليومية، لا استثناء طارئاً.

 

اخبار ذات صلة