شمس نيوز / عبدالله عبيد
مقاطعة إسرائيل في المحافل الدولية، سلاح جديد تستخدمه السلطة في مشروعها الذي تضغط من خلاله على الاحتلال الإسرائيلي من خلال حراكها الدولي، الذي تعددت طرقه وأساليبه كانضمامها لمحكمة الجنايات الدولية والحصول على المزيد من الاعتراف الدولي بـ"دولة فلسطين".
خطوة المقاطعة أثارت الرعب في إسرائيل، في ظل تزايد النداءات لمقاطعتها في العالم، الأمر الذي جعل الكنيست الإسرائيلي يعقد جلسة طارئة بكامل هيئته أمس الأربعاء لمناقشة إسرائيل في الحلبة الدولية.
وكانت مؤسسات حقوقية وجامعات وشركات طالبت مؤخرًا بمقاطعة إسرائيل، وبدء حظر عمل الشركات في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالإضافة إلى ذلك تقود عدة منظمات في دول عربية وأوروبية حملات لمقاطعة الكيان الإسرائيلي، على المستوى الاقتصادي والأكاديمي والأمني. وكانت دول أوروبية قاطعت أول أمس معرضًا دوليًا لإسرائيل، يضم أسلحة ووسائل قتالية.
مقاطعة إسرائيل
في السياق، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية، د.نبيل شعث، عن عدة طرق يستخدمها الفلسطينيون للضغط على إسرائيل من خلال الحراك الدولي، وهي السعي إلى تحقيق اعتراف دول العالم بـ"دولة فلسطين".
وشدد شعث في حديثه لـ"شمس نيوز" على أن الاعتراف بدولة فلسطين يُرتب مشاكل قانونية لإسرائيل ويضيف مزايا قانونية للفلسطينيين، لافتاً إلى أن مسألة مقاطعة إسرائيل في العالم أحد وسائل السلطة الموجهة للضغط على الاحتلال.
وبيّن أن "بابا روما" قام بالتأثير على الكنائس الكاثوليكية في كل العالم لمقاطعة إسرائيل.
وعن مساندة المجتمع الدولي والدول العربية والأوروبية للسلطة الفلسطينية في مشروعها ضد الاحتلال، أعرب شعث عن أسفه لعدم قيام هذه الدول بالدور المطلوب تجاه القضية الفلسطينية.
حملة إعلامية
بالمقابل، أطلقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعد حادثة "فيفا"، حملة إعلامية تحت عنوان "نحارب المقاطعة" جندت من أجلها أقدر أقلامها الصحافية للقول إن "حركة المقاطعة" خطر وجودي، أكثر مما هو مجرد نشاط احتجاجي يهدف إلى إلزام إسرائيل بوقف الاحتلال والانسحاب من الأراضي الفلسطينية والقبول في نهاية المطاف بحل الدولتين.
واللافت في الحملة الجديدة لـ"يديعوت أحرونوت"، هو تبني كتابها، الذين كانوا في مقدّمة معارضي إعادة انتخاب نتنياهو، خطاب الأخير نفسه. فقد اعتبر ناحوم برنيع مع إطلاق الحملة، أن "نتنياهو صادق عندما يقول إن الفلسطينيين لا يحتجون ولا يتحدون الاحتلال فقط، بل هم يحتجون على مجرد وجود إسرائيل، وإن مشكلتنا ليست مع الفلسطينيين، بل مع جزء كبير من أصدقاء إسرائيل في الغرب" بحسب تعبيره.
وفي السنوات الأخيرة عملت السلطة الفلسطينية جاهدة للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين، ليقول شعث إن "فتح تتحرك باتجاه الدول الصديقة ومنها السويد كحليف استراتيجي للفلسطينيين في أوروبا، لتنفيذ خطة الحصول على مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، والوقوف إلى جانبهم في محكمة الجنايات الدولية، وحصار سياسة دولة الاحتلال" وفق تعبيره.
وأضاف: نسعى للتحرر من سيطرة وهيمنة دولة الاحتلال، التي تتحكم بمفاتيح اقتصادنا وأموالنا، والاستناد إلى مصادر الطاقة الخاصة بنا، عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، خاصة وأن مناطق قطاع غزة وجنوب الضفة الفلسطينية والمناطق المحيطة بالبحر الميت حتى الحدود مع المملكة الأردنية تعتبر من أكثر المناطق لمعانا في العالم (تمتعنا بالطاقة الشمسية)، كما قال.
قلق إسرائيلي
الخبير في الشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار يؤكد وجود قلق لدى إسرائيل من موضوع الاعترافات الدولية بفلسطين، والحراك الذي تقوم به السلطة دولياً لمقاطعة الاحتلال.
وأشار أبو نصار خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن وزير العلوم الإسرائيلي المتطرف" داني دنون" سيعقد لقاء مع رؤساء الجامعات الإسرائيلية من أجل مجابهة المقاطعة الدولية لإسرائيل، منوهاً إلى أن صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية المعروفة بانتقادها اللاذع لنتنياهو قد دعت الشعب اليهودي إلى التوحد لمحاربة المقاطعة.
ولفت إلى تقرير صدر عن أصحاب المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية يشير إلى تعاظم المقاطعة في المجتمع الدولي، مشدداً على أن هناك قلق وتخوف مما يحصل في هذا السياق.