غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

عادت مشوّهة الوجه ومسلوخة الظهر

الطفلة دينا.. سقطت في تكية العدس المغلي بحثًا عن لقمة تسدّ جوع إخوتها!

الطفلة دينا أبو جبل
شمس نيوز - مطر الزق

"ماما بدي أعبي تكية اليوم"، فرحت الأم وأطفالها الثمانية الذين حُرموا تناول الطعام لثلاثة أيام، وبدأوا ينتظرون عودة دينا التي حملت بين كفيها الناعمتين -طنجرة فارغة- وركضت خلف عشرات الأطفال.

وتجمع عشرات الأطفال والنساء حول تكية "شوربة العدس" في مخيم السرايا وسط مدينة عزة وبدأ الازدحام الشديد "كأنه واحدٌ من أيام الحشر"، صراخٌ وصراع في حلبة الحصول على الطعام.

نجحت دينا أبو جبل (8 أعوام) من التسلل بين الحشد الغفير حتى وصلت إلى أقرب نقطة -لطنجرة التكية- وهناك حلت الكارثة، اختل توازن الطفلة نتيجة التزاحم؛ لتسقط داخل -طنجرة- التكية الساخنة.

هرع الرجال صوب الطفلة التي غرق رأسها بالشوربة واحمر وجهها وسُلخ ظهرها، وفورا نقلوا الطفلة لمستشفى السرايا الميداني التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

في تلك اللحظات المؤلمة كانت والدة دينا تنتظر بفارغ الصبر على باب خيمتها طعام التكية؛ لكن الرجال مروا أمامها وهم يصرخون على الأطباء "الحقوا البنت وقعت بالتكية".

اشتعلت والدة دينا نارا وغضبا وهرعت صوب الرجال لتجد ابنتها وقد تشوه وجهها لسقوطها في التكية، تقول: "كُنا ننتظر عودة دينا بالتكية؛ لنأكل ونسد جوعنا لكنها عادت بوجه مشوه وجلد مسلوخ".

ذهبت دينا أبو جبل للتكية بعد أن تفشت المجاعة بين إخوتها، إذ أكدت والدتها أن أطفالها لم يتناولوا الطعام منذ ثلاثة أيام لعدم توفر المساعدات والطعام وبسبب ارتفاع الاسعار بشكل جنوني.

تقول دينا: "تفاجأت أثنا الوصول للتكية بوجود عشرات الأطفال الذين ينتظرون الحصول على الطعام"، مشيرة إلى أن جميع خيام النازحين تفتقد للمواد الغذائية والمونة والمساعدات والخضروات علاوة على ارتفاع الأسعار.

وعانت والدة دينا كثيرا منذ إصابة ابنتها دينا بحروق شديدة، مبينة أن العلاجات والأدوية مفقودة في المستشفيات، ما سبب لها ازمة كبيرة حيث تصرخ ابنتها طوال الليل والنهار من شدة الوجع والألم.

وعبرت والدة دينا عن حزنها وآلامها لما حل بأطفال قطاع عزة، مبينة أن أطفال غزة حرموا من التعليم واللعب والحياة الكريمة كأطفال العالم.

وقالت: "الحرب فرضت علينا نظام جديد، من الصباح الباكر يقف الاطفال على طابور المياه ودورات المياه ويبحثون عن الحطب والنايلون، وفي ساعات الظهر يهرول أطفال غزة صوب التكيات".
وأشارت إلى أن الجوع هو السبب الرئيسي في توجه الأطفال للتكيات، هناك أطفال سقطت على الأرض من الجوع وسوء التغذية".
وبينت أن الأسعار في السوق السوداء مرتفعة جدا "كيلو البندورة 60 شيكل كوز الذرة 30 شيكل، كيلو الباذنجان 30 شيكل كيلو الأرز 60 شيكل كيلو الطحين 35 شيكل، بهذه الأسعار لا يمكن شراء وجبة أكل ما يدفعني لتوجيه أطفالي صوب التكيات".

وأكدت أن حقوق الأطفال في قطاع غزة ضاعت بالكامل بسبب استمرار الحرب، داعية العالم ومؤسسات حقوق الإنسان والأطفال أن يوقفوا الحرب لتنتهي مظاهر التكيات ونحافظ على كرامة أطفالنا".