في وداع القادة العظام، تبكي فلسطين رجالها المخلصين الذين وهبوا حياتهم دفاعًا عن أرضها ومقدساتها. ارتقى اللواء محمد سعيد إيزادي، المعروف بلقب "الحاج رمضان"، شهيدًا في غارة إسرائيلية استهدفته داخل الأراضي الإيرانية، في عملية وصفت بأنها واحدة من أخطر اعتداءات الاحتلال خارج فلسطين هذا العام.
من هو الحاج رمضان؟
الحاج رمضان لم يكن مجرد ضابط رفيع في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بل كان العقل المدبر لفيلق فلسطين، وهي الوحدة التي تولت على مدار سنوات تنسيق الدعم العسكري واللوجستي لفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
عرف الشهيد بعلاقاته الوثيقة مع قوى المقاومة في غزة ولبنان وسوريا، وكان رمزًا للربط الاستراتيجي بين محور المقاومة وأرض فلسطين، وساهم بشكل فاعل في تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، لاسيما خلال المعارك الكبرى التي خاضتها ضد الاحتلال.
خلفية الاغتيال
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، غارة دقيقة استهدفت شقة سكنية كان يتواجد فيها اللواء إيزادي في مدينة قم الإيرانية. وتأتي هذه الضربة ضمن تصعيد ممنهج يستهدف قيادات المقاومة وداعميها في الخارج، في محاولة لكبح تنامي قدراتها الإقليمية.
وقد أثار الاغتيال ردود فعل واسعة في أوساط محور المقاومة، وسط دعوات للرد وعدم السكوت على الجريمة.
لماذا بكاه مقاومو غزة؟
بكته غزة لأنه كان حاضرًا في لحظاتها الحرجة، داعمًا وسندًا في كل مواجهة. لأن من يعرف دهاليز المعركة يدرك أن "الحاج رمضان" لم يكن بعيدًا عن الميدان، حتى وهو في مواقع التخطيط.
لقد عرفته غزة جيدًا، لا بالصوت والصورة، بل بأثر جهوده التي ظهرت في تطوير قدرات المقاومة، خاصة في المجالات النوعية كالصواريخ والطائرات المُسيّرة. كان الجسر الصلب بين المقاومة في الداخل، والدعم القادم من خارج الحدود، ورمزًا لعقيدة المقاومة العابرة للحدود الجغرافية.
ردود الفعل الفلسطينية
نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم، إلى جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، الشهيد القائد الكبير اللواء محمد سعيد إيزادي (الحاج رمضان)، الذي ارتقى شهيدًا في غارة جوية إسرائيلية غادرة استهدفته في مدينة قم الإيرانية، ضمن سلسلة الاعتداءات التي ينفذها الاحتلال على أراضي الجمهورية الإسلامية في إيران.
وجاء في بيان النعي أن الشهيد "الحاج رمضان" ارتقى مدافعًا عن فلسطين والقدس، مجسدًا التزامه الثابت بخيار المقاومة، في مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يتورع عن استهداف كل من يدعم القضية الفلسطينية.
وأكدت الحركة أن هذا العدوان الجبان لن يفتّ من عزيمة المقاومة، وأن دماء الشهيد ستبقى وقودًا لطريق الحرية والكرامة، مشددة على أن "الرد على هذه الجريمة سيكون بحجم الفقد والخسارة".عرف الشهيد بعلاقاته الوثيقة مع قوى المقاومة في غزة ولبنان وسوريا، وكان رمزًا للربط الاستراتيجي بين محور المقاومة وأرض فلسطين، وساهم بشكل فاعل في تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، لاسيما خلال المعارك الكبرى التي خاضتها ضد الاحتلال.
في بيان مقتضب لكنها محمّل بالرسائل، نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، القائد الكبير "الحاج رمضان"، ووصفت اغتياله بأنه "عدوان جبان يأتي في سياق محاولات كسر إرادة المقاومة، ولن يمر دون رد."
وجاء في البيان الذي تلقت وكالة شمس نيوز نسخة عنه: "كتائب القسام تنعي محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان) قائد ملف فلسطين في قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي كان دائما ما يدعم المقاومة وفي القلب منها حماس."