قائمة الموقع

تأجيل محاكمة نتنياهو.. هل يُخفي خلف الكواليس طبول حرب واغتيالات استراتيجية أم ترتيبات صفقة كبرى ووقف إطلاق نار؟

2025-06-29T15:34:00+03:00
صورة أرشيفية
شمس نيوز - مطر الزق

في تطور مفاجئ، أعلنت السلطات القضائية الإسرائيلية عن إلغاء جميع جلسات محاكمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التي كانت مقررة خلال الأسبوع المقبل. القرار جاء دون أي توضيح أو بيان رسمي، ما فتح الباب واسعًا أمام التقديرات والتكهنات حول الدوافع الحقيقية لهذا التأجيل.

بحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد الهادي، فإن تأجيل المحاكمة لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد الأمني والعسكري المتصاعد في المنطقة. ويرى أن هناك احتمالات جدية بأن تكون إسرائيل بصدد التحضير لعملية كبيرة، سواء على مستوى الحرب المفتوحة أو في شكل عمليات اغتيال استراتيجية.

 

"أسباب مصيرية" أم تحرك عسكري؟

يرى الهادي أن استخدام نتنياهو لعبارة "أسباب مصيرية" أمام المحكمة، وطلبه إشراك كبار قادة الأجهزة الأمنية – من بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد – يشير إلى أن المسألة تتجاوز الإطار الشخصي أو القانوني.

ويضيف: "نتنياهو لا يتهرب فقط من المحاكمة، بل يستعد لتورط أمني كبير قد يُحدث تحولا في ميزان الصراع بالمنطقة، ووجود قادة الأجهزة الأمنية في الجلسة المغلقة يعزز هذا الطرح".

 

خمسة سيناريوهات محتملة وراء التأجيل

أولًا: ضربة إسرائيلية لإيران

يشير الهادي إلى أن السيناريو الأرجح يتمثل في استعداد إسرائيلي لتوجيه ضربة نوعية لإيران، قد تطال منشآت نووية أو شخصيات رفيعة المستوى، بما في ذلك المرجعيات الدينية العليا مثل المرشد الأعلى علي خامنئي. ويضيف أن هناك مؤشرات على تصاعد التنسيق الأمني بين تل أبيب وواشنطن، إلى جانب مخاوف متزايدة من تسارع البرنامج النووي الإيراني وتعزيز قدرات طهران في مجال الصواريخ الباليستية.

 

ثانيًا: تحرك عسكري واسع في سوريا

الاحتمال الثاني، وفق الهادي، هو قيام إسرائيل بعمليات واسعة النطاق في سوريا، قد تشمل السيطرة على مناطق استراتيجية أو حتى الدفع باتجاه تغيير النظام. ويستند هذا الطرح إلى تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية في الداخل السوري.

 

ثالثًا: اغتيال شخصية حوثية بارزة

في سياق موازٍ، يرجح الهادي وجود خطط إسرائيلية لاغتيال قيادات بارزة في جماعة أنصار الله الحوثية، خاصة بعد تصاعد عمليات استهداف السفن في البحر الأحمر. ويضع ضمن قائمة الأهداف المحتملة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أو رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، إضافة إلى قيادات استخباراتية لها علاقة بعمليات بحرية.

 

رابعًا: اغتيال قيادات فلسطينية أو تصعيد ضد غزة

يرى الهادي أن من بين السيناريوهات المحتملة أيضًا توجيه ضربة لغزة أو تنفيذ اغتيالات تطال قيادات من الصف الأول في فصائل المقاومة، مثل زياد النخالة (أمين عام حركة الجهاد الإسلامي) أو خليل الحية (قيادي بارز في حركة حماس). ويعتبر أن هذا التحرك قد يأتي ضمن استراتيجية استباقية تهدف إلى تحييد عناصر المقاومة تحسبًا لاندلاع جولة جديدة من المواجهة.

 

خامساً: صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار

ولم يستبعد الهادي إمكانية أن يكون تأجيل محاكمة نتنياهو مرتبط بالذهاب إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يتطلب منه مباشرة عمله على مدار اللحظة، ولن يكون متفرغا لأمور أخرى مثل المحاكمة وغيرها.

 

ترجيح الضربة الإيرانية

يرجح الهادي أن تكون الضربة لإيران هي السيناريو الأقرب للواقع، خاصة في ظل التصريحات المتزايدة لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين عن إصرار طهران على استكمال مشروعها النووي، واستعدادها لمواجهة أي استهداف خارجي.

يختم محمد الهادي تحليله بالقول: "لا أرى في تأجيل محاكمة نتنياهو مجرد مناورة سياسية، بل أعتبره مؤشراً حقيقياً على اقتراب لحظة فاصلة في المنطقة. قرار كبير يتم ترتيبه بصمت، وقد ينعكس في شكل عملية اغتيال دولية أو ضربة عسكرية تحمل بصمات الموساد، في مشهد تجاوز البعد القضائي الشخصي، ووضع المنطقة بأكملها أمام اختبار أمني خطير ومفتوح على كل الاحتمالات".

 

اخبار ذات صلة