عدوان متواصل لقوات الاحتلال في مخيم طولكرم للاجئين شمالي الضفة الغربية ، تتفاقم من خلاله معاناة الفلسطينيين عبر الهدم الممنهج للمنازل، والتدمير والتهجير.
وكشف سكان بالمخيم ، أن "الآليات الإسرائيلية تواصل هدم منازلهم، وتركتهم وسط مصير مجهول".
وأعلنت سلطات الاحتلال نيتها هدم 104 بنايات سكنية جديدة بمخيم طولكرم، في خطوة اعتبرها محافظ المدينة عبد الله كميل "إجراما وعملا يخالف كافة القوانين".
تأتي هذه الممارسات الإسرائيلية في مخيم طولكرم والرامية وفق شهود عيان إلى "تغيير جغرافيته" ضمن سلسلة اقتحامات وعمليات هدم شملت مدنا وبلدات ومخيمات بالضفة الغربية، قتل خلالها عشرات الفلسطينيين واعتقل الآلاف.
وفي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانا موسعا شمالي الضفة، بدأه بمدينة جنين ومخيمها، ثم توسع لاحقا إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.
يتزامن ذلك مع مواصلة إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت حتى مطلع يوليو/ تموز 2025 نحو 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون أيضا اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
واستنادا إلى أحدث المعطيات نفسها، أدى التصعيد الإسرائيلي إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل كليا و2573 منزلا جزئيا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
وتعليقا على عمليات الهدم الإسرائيلية في مخيم طولكرم، وصف محافظ المدينة عبد الله كميل ، الأمر بأنه "إجرام متواصل بقرار سياسي لا علاقة له بالأمن".
واعتبر ما يشهده المخيم "سادية مطلقة تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في مخيمات شمالي الضفة، دون مبرر وليس لشيء سوى تعذيب الناس".
وطالب كميل بتدخل المجتمع الدولي بصورة عاجلة لوقف "سياسة الإجرام الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي".
واعتبر هذه الإجراءات الإسرائيلية "انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".


