قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد إن المقاومة الفلسطينية نجحت في توظيف تكتيك الكمائن ضمن نطاقات دفاعية تغطي الطرقات والممرات والمباني، ما فرض تحديات كبيرة على قوات الاحتلال، وأجبر القيادة العسكرية الإسرائيلية على الاعتماد على سلاح الجو بدلاً من العمليات البرية.
وأوضح أبوزيد في حوار مع "شمس نيوز" أن "الجو لا يُمسك أرضاً ولا يحسم معركة" وفق العُرف العسكري، وهو ما أربك قرارات القيادة الإسرائيلية، وكشف عن مأزق استراتيجي واضح في التعامل مع واقع المعركة على الأرض.
وفي سياق متصل، اعتبر أبوزيد أن نشر خارطة انتشار قوات الاحتلال في هذا التوقيت بالتحديد، هو محاولة واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرملة المسار التفاوضي. وبيّن أن نتنياهو لا يرغب في نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في ظل فشل العملية العسكرية، لأن ذلك سيُعدّ خسارة سياسية له.
وأضاف أبوزيد أن الخارطة تكشف نية الاحتلال السيطرة الكاملة على رفح، التي تشكل خمس مساحة قطاع غزة، مشيراً إلى أن تموضع القوات الإسرائيلية يتراوح بين 1 إلى 1.5 كم، باستثناء خمس مناطق رئيسية: بيت لاهيا، بيت حانون، التفاح، القرارة، وجحر الديك، وهي مناطق تحتضن وحدات القتال الأساسية حاليًا.
وأوضح أن هذه المناطق ترتبط بممرات حركة أنشأها الاحتلال مؤخراً، ما يعني سعي إسرائيل للاحتفاظ بحرية حركة من حدود الغلاف إلى قلب غزة وحتى الساحل، بهدف تطبيق نموذج الضفة الغربية في الدخول والخروج من القطاع بحرّية تامة في أي وقت.
وختم أبوزيد بالقول إن خارطة الانتشار تؤكد أن الاحتلال لا ينوي الالتزام بأي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار – في حال تم التوصل إليه – بل يسعى إلى تكريس واقع تهجيري عبر إنشاء "غيتو" جديد في رفح، تحت مسمى "منطقة إنسانية".