قائمة الموقع

الدماء توحد المآذن والأجراس: الاحتلال يقصف كنيسة ويقتل الأبرياء

2025-07-17T17:30:00+03:00
شهداء مسيحيون في غزة
شمس نيوز - مطر الزق

يركض رجل مسن تحت ظل الصليب في كنيسة العائلة المقدسة، محاولا تفادي الحجارة التي تساقطت بفعل قذيفة مدفعية أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة صوب الكنيسة، في دلالة واضحة أن الاحتلال لا يفرق بين مسلم ومسيحي ومسجد وكنيسة فكل ما ينتمي إلى فلسطين مستهدف.

 

بدأت حكاية استهداف كنيسة العائلة المقدسة (دير اللاتين) شرق غزة عندما وصلت عقارب الساعة إلى العاشرة والنصف حيث كان المسنان "سعد سلامة - فومية عياد" وغيرهم من الإخوة المسيحيين يتجولون بسلام وأمان داخل ساحة الكنيسة.

 

قبل لحظات من وقوع الكارثة جلس المسن أبو فؤاد عياد بين إخوانه المسيحيين يتناقشون في ظروف الحياة الصعبة في غزة تزامنا مع استمرار حرب الابادة التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (2023) ضد المدنيين.

 

بعثر هدوء الكنيسة وأمنها دوي انفجار قوي أصاب الصليب؛ ليتفاجأ عياد بالدماء التي غطت ساحة الكنيسة وبأجساد إخوانه الملقاة على الأرض دون أي سبب يذكر ودون سابق إنذار.

 

تبين بعد الحدث المؤلم أن قذيفة مدفعية أطلقتها دبابة إسرائيلية شرق غزة صوب الكنيسة بشكل مباشر، يقول المسن أبو فؤاد بقلب مرتجف: "ايش الي صار يا عالم ابن عمتي وعمتي وكل احبابي اصيبوا".

 

بسرعة تفقد المسيحيون أنفسهم ليفاجأوا بأن الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن رعية كنيسة "العائلة المقدسة"، أصيب بشظايا القذيفة في قدمه إلى جانب 5 إصابات بينهم ثلاثة في حالة الخطير.

 

ركض أبو فؤاد وإخوانه صوب مستشفى المعمداني، إذ يشير إلى أن الاحتلال لا يفرق بين مسلم ومسيحي الكل هنا مستهدف، يردد المسن أبو فؤاد بألم وحزن عميق "استشهد الأحباب سعد سلامة 60 عاما والمسنة فوميا عياد 80 عاما والسيدة نجوى أبو داود".

 

تسيل الدموع من عينيه وهو يقول: "كنا قاعدين بأمن وأمان ولا نملك أي سلاح لمقاومة الاحتلال، ولا يوجد بيننا أي انسان مطلوب لماذا يستهدفونا؟".

 

يقف ايهاب عياد على جثمان فومية عياد باكيا مقهورا وقد أصاب قلبه وجعا لا يندمل ويقول: "كنا متواجدين في كنيسة العائلة المقدسة وفجأة انطلقت قذيفة مدفعية من جيش الاحتلال اصابت الصليب وسط الكنيسة، استشهد على اثرها اثنين واصيب 4 بجروح بينهم حالة خطيرة".

 

وتحتضن كنيسة العائلة المقدسة "دير اللاتين" في غزة نحو  (400 عائلة) مسيحية منذ بداية حرب الابادة التي تشنها إسرائيلية.

 

في السياق ذاته أدان الفاتيكان بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة ظهر اليوم، ما أدى إلى استشهاد مسنّين من أبناء الطائفة الكاثوليكية، كانا قد احتميا داخل الكنيسة مع عشرات المدنيين.

 

وأعرب قداسة البابا ليو الرابع عشر عن بالغ حزنه وصدمته من هذا الهجوم، مؤكدًا أن ما حدث يُعد "جريمة في وضح النهار" بحق أبرياء احتموا "ببيت الله"، مشددًا على أن استهداف دور العبادة لا يمكن تبريره تحت أي ظرف.

 

وقال البابا في بيان رسمي صدر عن الفاتيكان:"إننا ندين هذا الفعل بشدة، ونجدد دعوتنا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية للمدنيين العالقين، وخصوصًا من يعيشون في بيوت الله تحت القصف والخطر الدائم".

 

وتعد الكنيسة من أقدم المراكز الدينية المسيحية في قطاع غزة، وقد تحولت منذ بدء الحرب إلى ملاذ للمدنيين، خصوصا العائلات المسيحية التي تواجه ظروف النزوح والحصار.

 

وخلال الإبادة الإسرائيلية على غزة، قصف جيش الإسرائيلي ثلاث كنائس رئيسية، هي: كنيسة القديس برفيريوس، وكنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة المعمداني.

 

وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

اخبار ذات صلة