غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

جوع غزة: طحين مفقود وأسعار تلتهم الجيوب

مجاعة في غزة
شمس نيوز - عاصم غانم

تعيش غزة اليوم تحت وطأة مجاعة متصاعدة، دفعت سكانها إلى حافة الجوع والفقر المدقع. في الشوارع الخالية من مقومات الحياة، تتراص الطوابير أمام تكيات الخير، بينما تغلق المخابز أبوابها تباعًا بسبب نفاد الطحين والوقود. أصبح الخبز حلمًا صعب المنال لعائلات لم تذق طعامًا منذ أيام، بل أسابيع في بعض الحالات.

 

بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي ودمار البنية التحتية، توقفت قوافل الإغاثة، وتقلّصت الإمدادات الغذائية إلى حدّ الانعدام. كيس الطحين الذي كان يُباع بدولارات معدودة، يُتداول اليوم بأكثر من 1000 دولار في بعض مناطق القطاع، لا سيما شماله، حيث تندر المواد الغذائية بشكل شبه كلي. ولم يعد الأرز، البديل الوحيد الممكن، متاحًا في الأسواق، أو تجاوز سعره قدرة السكان الذين انقطعت مداخيلهم منذ أشهر.

 

في ظل غياب رقابة حكومية، تفشّت السوق السوداء، وصار الجوع بابًا لأرباح غير مشروعة. استغل بعض التجار الأزمة لرفع الأسعار وتحقيق مكاسب على حساب معاناة الناس. 

 

ومع انقطاع الكهرباء ونفاد الغاز، لم يعد بإمكان كثير من العائلات طهو حتى ما تبقى لديها من مؤونة، فاعتمد البعض على الماء والملح أو حساء يُعد من بقايا الطعام

 

الأطفال، كالمعتاد، هم الأكثر تضررًا، بدأت تظهر عليهم علامات سوء تغذية حاد: شحوب، انتفاخ البطن، وهزال مقلق. 

 

وأكدت تقارير لمنظمات دولية، منها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، أن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل في غزة يعيشون أوضاعًا غذائية طارئة، بعضهم يعاني من الجوع الشديد، وآخرون دخلوا بالفعل في مراحل متقدمة من سوء التغذية.

 

لم تقتصر الكارثة على نقص الطحين أو الأرز، بل شملت الزيت، والسكر، والبقوليات، وحتى مياه الشرب النظيفة، بعض العائلات لجأت إلى طحن الأعلاف أو طهي حبوب قديمة غير صالحة للاستهلاك، فيما اضطرت أخرى للبحث في مكبات النفايات عن أي شيء يمكن أكله.

 

تقول أم رامي، وهي أرملة من مخيم الشاطئ: "لم أطبخ شيئًا منذ 12 يومًا. أطفالي يبكون كل ليلة، لا نملكحتى الملح."

 

الواضح في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل يقترب من كارثة جماعية تمارس عبر سياسة التجويع، وتزداد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لفتح المعابر، وإدخال الغذاء والدواء، وإنقاذ من تبقّى من الأرواح.