قائمة الموقع

بالصور "أجنّة مشوّهة".. هل بات رحم سيّدات غزّة ساحةَ حرب؟!

2025-07-26T18:26:00+03:00
الاجنة .. حرب غزة .. الابادة الجماعية .. اطفال غزة
شمس نيوز - لارا فريد العقاد

بين بيوتٍ مدمّرة وخيامٍ بالية، وتحت احتلالٍ فقد كلّ معاني الإنسانيّة، يُولد أطفالٌ لا يحملون ملامحهم فحسب، بل يحملون آثار الحرب على أجسادهم. في قطاع غزّة، حيث تتساقط القنابل والصواريخ المحرّمة دوليًا، تظهر حالات متزايدة من التشوّهات الخَلقية لدى الأجنّة، في ظلّ بيئة صحيّة مدمّرة ونقصٍ حاد في الرعاية.

 

ارتفاع نسبة التشوّهات

منذ بداية الحرب وحتى الآن، ارتفعت حالات تشوّه الأجنّة بشكل غير مسبوق وخطير، بنسبة تجاوزت 25%، بحسب تصريحات مدير الإغاثة الطبية محمد أبو عفش.

وحذّرت وزارة الصحّة الفلسطينية في غزة من ارتفاع عدد الحالات إلى 100 حالة لكل 1000 مولود. كما صرّح الدكتور يوسف أبو الريش بأنّ هذه الحالات تشمل تشوّهات نادرة مثل التوأم السيامي، والتشوّهات الدماغية، إلى جانب صعوبة التعامل مع هذه الحالات بسبب قلّة الإمكانيات والخبرة.

 

شهادات واقعيّة!

تروي السيّدة ام يزن العقاد تجربتها التي تختصر وجع الأمهات في الحرب. تقول:

“كنتُ أنتظر توأمي منذ الشهور الأولى للحمل، اخترتُ لهما الأسماء، وجمعتُ الملابس، وصنعتُ في قلبي مساحة مزدوجة من الحب، لكنّ الحرب لم تترك لأحلامي فرصة.”

وضعت السيّدة العقاد توأمها في غرفة العمليات، وقد خرج أحد الطفلين بصحّة جيّدة، أما الطفل الآخر فيُعاني من حالة تُعرف بالاستسقاء الدماغي، وهو تراكم كميات كبيرة من الماء داخل بطينات الدماغ، مما يؤدي إلى ضغطٍ قد يهدّد حياة الطفل.

تكمل العقاد: “أخبرني الطبيب أن حالته معقّدة، ولا يمكنهم فعل شيء سوى سحب الماء من دماغه كل فترة، وأنه يحتاج علاج بالخارج بسبب ضعف الامكانيات داخل القطاع، وإذا استمر اغلاق المعبر لن يعيش طويلًا.”

وتتابع بصوتٍ مخنوق: “يرقد طفلي بين الحياة والموت، وأنا أراقبه بعيونٍ تملؤها القهر والعجز، ولا أملك له سوى الدعاء.”

 

الأسباب المحتملة

صرّحت وزارة الصحّة الفلسطينية في غزة أن السبب الرئيسي وراء ازدياد عدد التشوّهات مقارنة ببقيّة دول العالم هو الحروب واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً، إضافةً إلى التلوّث البيئي الناتج عن قصف البنية التحتية، وانفجار قنوات الصرف الصحي، وتراكم أكوام القمامة في أماكن تواجد النازحين. كما أسهم سوء تغذية الأم الحامل، ونقص الفيتامينات والأدوية، في تفاقم المشكلة، ما يُشكّل خطرًا على حياة الأم والجنين.

 

مطالبات دوليّة

طالبت جهات دوليّة، مثل منظمة الصحة العالمية، بتأمين ممرّات آمنة لإجلاء هذه الحالات الإنسانيّة الحرجة إلى خارج القطاع لتلقّي العلاج.

كما دعت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى السماح بدخول الأجهزة الجراحية والتقنيات اللازمة لعلاج الأطفال الخدّج والمصابين.

ونددت منظمة “يونيسف” باستخدام العنف ضد الأطفال، وطالبت بحمايتهم من تبعات الحرب.

وختاماً، نقول إنّ الأطفال ليسوا وقودًا للحرب، ما يحدث بحقّهم وصمة عارٍ في جبين الإنسانيّة، وجريمة يُعاقب عليها القانون الدولي، لا بدّ لضمائر العالم أن تتحرّك لإنهاء هذه الكارثة، قبل أن تُطمَس براءتهم. يجب على الجهات الدولية أن تُقدّم إجراءات فعليّة لا مجرّد إدانات.

فهل يحتاج الطفل الغزّي أن يُولَد خارج وطنه كي يحصل على حقّه في الحياة؟

اخبار ذات صلة