غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لا تسد رمق طفل.. مساعدات رمزية تصل غزة تحت رقابة الاحتلال

مساعدات انسانية
شمس نيوز - خاص

دخلت خلال الساعات الماضية لقطاع غزة عدة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عبر حاجزي زكيم، وكرم أبو سالم شمال وجنوب القطاع، تزامنا مع إنزال جوي عبر طائرات اماراتية بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد أثار حفيظة المجوعين.

 

وأبدى المجوعين ارتياحهم لبدء إدخال المساعدات الإنسانية بعد منع الاحتلال ادخالها منذ نحو 5 شهور؛ إلا أن الغالبية أبدوا تحفظاتهم للتهويل الذي يجري عبر بعض وسائل الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي "كأن أزمة التجويع في غزة قد انتهت".

 

فرغم الحاجة الماسة للمساعدات، إلا أنّ الكميات التي دخلت القطاع لا تلبي احتياجات جميع السكان المجوعين بعد نحو 5 أشهر من الحصار المشدد، ويضاف إلى ذلك أزمة سرقة المساعدات من قبل لصوص ومواطنين عاديين ما يحرم وصولها إلى مستحقيها جميعاً. 

 

وذكرت مصادر خاصة ل "شمس نيوز" أن ما دخل شمال وجنوب القطاع منذ صباح اليوم الأحد حتى الساعة الخامسة والنصف 8 شاحنات فقط، بينما يحتاج القطاع ل500 شاحنة يوميا على مدار شهر كامل لإنهاء مأساة المجاعة وفقا لتقارير دولية ومحلية.

 

وكانت قوات الاحتلال قد وافقت على طلبات لمؤسسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن شرط تسليمها لجهات دولية في غزة، بعيداً عن أيدي الجهات المسؤولة في حكومة غزة.

 

وذكرت المصادر أنّ الأردن ومصر بدآ إدخال المساعدات منذ يومين، وزادت في الساعات الأخيرة كمية المساعدات التي دخلت وستدخل تباعاً بموافقة من الاحتلال وبتنسيق معه، فيما ينتظر أن تتوسع هذه الشاحنات في الأيام المقبلة بدعم من قطر وتركيا والإمارات وجمعيات فلسطينية ومؤسسات دولية تعمل في المنطقة العربية.

 

ويصف العديد من المواطنين ما يجري من تهويل لادخال مساعدات للقطاع بمحاولة لتبيض صورة إسرائيل أمام العالم بعدما تشوهت بسبب الشهداء من أطفال وكبار السن ظهرت عليهم علامات التجويع الشديد.

 

وأجمع المجوعين في أحاديث منفصلة مع مراسل "شمس نيوز" أن ما دخل للقطاع حتى اللحظة لذر الرماد في العيون وعبارة عن "شو إعلامي" وهي لا تكفي مطلقا لسد جوع الأطفال والنساء والشباب المحاصرين.

 

وأكدوا أن شاحنات المساعدات الإنسانية يجب أن تتواصل على مدار الوقت بكميات كبيرة؛ لتتوقف أزمة التجويع، وما دون ذلك هو إدارة إسرائيلية لاستمرار سياسة التجويع بطرق ملتوية ولاسكات عضب العالم الذي اجتاح كل دول العالم.

 

من جهته أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن المساعدات الانسانية لم تدخل للقطاع بكميات كافية، وما دخل عدد قليل جدا من الشاحنات.

 

ودعا بصل عبر "شمس نيوز" لادخال المساعدات بطريقة انسانية وعبر المؤسسات العربية والدولية للحفاظ على كرامة الانسان الفلسطيني.

 

بدوره، قالت حركة حماس في بيان إنّ وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عاجل "حق طبيعي، لوقف الكارثة الإنسانية التي فرضها الاحتلال النازي". وأضافت أنّ "لجوء الاحتلال المجرم إلى إنزال بعض من المساعدات جواً، فوق مناطق من قطاع غزة، ليس إلّا خطوة شكلية ومخادعة لذرّ الرماد في العيون، تهدف إلى تبييض صورته أمام العالم، ومحاولة للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني برفع الحصار، ومطالبات المجتمع الدولي والشعوب الحرة بوقف سياسة التجويع التي تديرها حكومة مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو الإرهابية".

 

وأشارت كذلك إلى أنّ "خطة الاحتلال لعمليات الإنزال الجوي، والتحكم بما يُسمّى بالممرات الإنسانية، تمثّل سياسة مكشوفة لإدارة التجويع، لا لإنهائه، ولتثبيت وقائع ميدانية قسرية تحت نيران القصف والجوع، وهي تُعرّض حياة المدنيين للخطر، وتهين كرامتهم، بدل أن توفّر لهم الحماية والإغاثة الشاملة".

 

وشددت على أنّ "الطريق الوحيد لإنهاء جريمة التجويع الوحشية في قطاع غزة، وقف العدوان وكسر الحصار الإجرامي المفروض عليه، وفتح المعابر البرية بشكل كامل ودائم أمام المساعدات الإنسانية، وضمان تدفقها وإيصالها إلى المواطنين، وفق الآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة".

 

ولفتت إلى أنّ "خطوات حكومة مجرم الحرب نتنياهو لفرض واقعٍ وآلياتٍ لا إنسانية للتحكم بالمساعدات وإدارة التجويع، التي تسببت بارتقاء أكثر من ألفٍ وجرح نحو 6 آلافٍ من المدنيين، تمثّل جرائم حرب موصوفة"، مشددة على أهمية استمرار الضغوط الدولية الرسمية والشعبية لكسر الحصار ووقف جريمة التجويع والإبادة الوحشية، وعدم الانسياق وراء الدعاية المضللة لحكومة الاحتلال.