قائمة الموقع

بالصور مائدة "أم أحمد" في زمن المجاعة.. لا طعام سوى الملح!

2025-07-31T18:18:00+03:00
خبز مغمس بالدم .. الجوع
شمس نيوز - مطر الزق

"حشينا خبز ناشف مع ملح وشربنا ماء وملح، حتى الدُقة أكلة الفقراء ما قدرنا نشتريها"، بهذه الكلمات المؤلمة بدأت أم أحمد الشاعر حديثها وسط مجاعة قاتلة تضرب قطاع غزة منذ الثالث من مارس الماضي عقب قرار إسرائيلي لفرض سياسة التجويع ضد المدنيين.

 

معاناة النزوح وارتقاء صابرين

 

أم أحمد نازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة (51 عاما) تُعيل 3 أبناء بينهم فتاتين من ذوي الإعاقة، بدأت حكايتها المؤلمة منذ أن أُجبرت على النزوح من بيتها إلى مدينة رفح جنوب القطاع وهي المدينة التي زعم نتنياهو أنها آمنة.

 

لم تتمكن أم أحمد من الاستقرار في مدينة رفح، نتيجة الغارات الإسرائيلي المكثفة لتتحول المدينة الآمنة إلى رماد وركام، ما دفعها للنزوح ثانية إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، ولم تجد سوى خيمة من قماش ممزق تحميها من أشعة الشمس وتسترها وبناتها في ظل الابادة الجماعية.

 

ولم يمضِ سوى أسابيع قليلة حتى ارتقت ابنتها صابرين (27 عاما) من ذوي الاحتياجات الخاصة، نتيجة ضربة شمس لعدم توفر خيمة تحميها من الحرارة المرتفعة.

 

عاشت عائلة أم أحمد معاناة متفاقمة، وقد زادت عندما عادت لمنزلها في حي الشجاعية لتجده أثرا بعد عين، تقول والدموع تملأ عينيها: "كنت أتمنى إيجاد منزل يأويني ويحميني وأبنائي في ظل حرب الابادة، لكن قدر الله وما شاء فعل".

 

انقلبت "إسرائيل" على اتفاق الهدنة لتبدأ عائلة أم أحمد رحلة جديدة من النزوح من حي الشجاعية؛ لكنها أشارت بكل إصرار إلى أنها لن تنزح للجنوب مرة أخرى لأسباب متعددها أبرزها كما قالت: "سأبقى قريبة من منزلي المدمر لأعود بسرعة مع أي هدنة".

 

المجاعة تنهش جسد علا

 

استقرت عائلة أم أحمد بساحة السرايا وسط مدينة غزة في خيمة بالكاد تقيها حر الشمس وظلمة الليل الموحشة؛ لكنها تفاجأت بما هو مؤلم وموجع يتمثل بتفشي المجاعة القاتلة بين سكان قطاع غزة.

 

ووفقا لوزارة الصحة في غزة استشهد نحو 147 مدنيا بينهم 88 طفلا بسبب سوء التغذية والجوع منذ السابع من أكتوبر 2023، علما بأن عشرات الألاف من الأطفال مهددين بسوء تغذية.

 

تجهش أم أحمد بالبكاء، فيما تحمل بين يديها خبز ناشف، وترش عليه بعض الملح، وقد كان جسدها يرتجف وهي تمد لقمة صغيرة لفم ابنتها المريضة عُلا وهي تقول: "لا أملك شيء، لا أكل ولا شراب ولا أموال لأطعم ابنتي، إلنا أسبوع على نفس الحال".

 

تمسح "أم أحمد" بيدها المرتجفة ما سقط من دموع على خد ابنتها عُلا، وهي تردد: "ساءت حالة عُلا كثيرا بسبب المجاعة، وسقطت من الكرسي المتحرك على الأرض؛ لتصاب بوجهها ببعض الجروح".

 

ما يؤلم فؤاد "أم أحمد" أن ابنتها فقدت نصف وزنها، ولا تستطيع مساعدتها، اذ تجاوز المعاناة جميع الخطوط الحمراء كما قالت أم أحمد: "عندما تطلب فتاة مصابة بشلل دماغي بعض الطعام ولم تستطيع توفير وجبة لها فهذا هو القهر والألم".

 

تعيش أم أحمد وابنتها عُلا على بعض التكايا التي تطهى داخل مخيم السرايا وسط غزة، وتلفت بحسرة الأم: "مش قادرة أوفر لأبنتي الأكل ولا حتى حفاضات". 

 

وتحمل أم أحمد رسالة كل أبناء شعبنا في قطاع غزة، وتتمنى أن تتوقف حرب الابادة وأن يتوفر الطعام والشراب للمجوعين فسرا، وتقول: "نفسي الأمة العربية والإسلامية تصحى من الموت السريري التي تعيش فيه منذ بداية الحرب ضد المدنيين في قطاع غزة".

اخبار ذات صلة