شمس نيوز / عبدالله عبيد
بخلاف ما كان متوقعا، أصدرت محكمة استئناف القاهرة أمس السبت (6/6) حكما بإلغاء سابق يعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس “منظمة إرهابية”، الأمر الذي أثار استغراب ودهشة الكثير من المراقبين والمتابعين لهذا الشأن.
حركة حماس رحبت على لسان ناطقيها الإعلاميين بقرار المحكمة المصرية إلغائها من قائمة الإرهاب، حيث عدت هذا الحكم تصحيحًا للخطأ السابق.
وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة صنفت في 28 فبراير الماضي حركة حماس "منظمة إرهابية" معتبرة في حيثيات حكمها أن الحركة تهدف إلى "النيل من أمن مصر واستقرارها".
تحسين العلاقة
وفور إصدار الحكم، خرج مسؤول العلاقات الخارجية في حماس، أسامة حمدان بتصريحات كشف من خلالها عن تلقي حركته معلومات من مسؤول مصري في قطر تبلغ برغبة مصر في تحسين العلاقة بحماس، التي رحبت وأكدت سعيها لعلاقة طيبة معها.
وقال حمدان، إن حماس تلقت إشارات إيجابية من القاهرة لتحسين علاقاتهما الثنائية"، مشيداً بقرار المحكمة المصرية بإلغاء اعتبار الحركة "منظمة إرهابية".
وعبّر عن أمله في أن يكون القرار بداية لعلاقة جديدة تجاه القضية الفلسطينية وحركة حماس، وانطلاقا لمرحلة تبحث وتحل فيها العديد من القضايا الفلسطينية.
وأضاف حمدان: إننا لا نتحدث عن مجرد علاقة بين حركة حماس ومصر، إنما هي علاقة استراتيجية تتعلق بالدور المصري تجاه القضية الفلسطينية" منبهاً لأهمية الدور العربي في الدفع بإنهاء الحصار عن قطاع غزة، ومشدداً على سياسة حركة حماس الثابتة بعدم التدخل في شؤون الدول، خاصة مصر.
وتابع بالقول: الجميع أدرك أننا أصحاب قضية ولا نتدخل في شؤون الآخرين".
وكانت وسائل إعلام مصرية (غير حكومية)، قد اتهمت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس بالوقوف وراء هجمات مسلحة في سيناء، ودعم مسلحين إسلاميين هناك".
تغيير الأمور
وكتب عضو المكتب السياسي لحماس، د. موسى أبو مرزوق، عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك أن حركته سعت بشكل دائم لوجود علاقات ممتازة مع القاهرة.
وأضاف: حماس حركة تحرر وطني، ملتزمة بمصالح شعبها، لم تمارس الإرهاب يوما، ولم تتخطَ بعملها المقاوم حدود وطنها، سعت بكل طاقتها لتحسين علاقاتها مع القاهرة، ولكن حال دون ذلك الإعلام والقضاء".
ولفت القيادي في "حماس" إلى أن موقف الحكومة المصرية بالاستئناف الأخير، والحكم الذي صدر بإلغاء الحكم السابق باعتبار حماس منظمة إرهابية، أدى لتغيير الأمور.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية علقت بـ "مصر تتراجع"، على قرار محكمة استئناف القاهرة إلغاء حكم سابق باعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إرهابية.
وقالت القناة الإسرائيلية إن إلغاء القرار يأتي على خلفية تقارير تتحدث عن تحسن كبير في العلاقات بين حماس والقاهرة، واتصالات جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين مستشار القيادي بالحركة إسماعيل هنية ومسئولين مصريين.
وتوترت العلاقة بين مصر وحركة حماس منذ عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، في يوليو 2013، أعقبها في مارس العام الجاري، حكم قضائي بوقف نشاط الحركة داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ علي مقراتها داخل البلاد.
لن تعود كالماضي
المحلل السياسي، د. مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، يرى أن الاتصالات بين حركة حماس وجهاز المخابرات المصرية لم تنقطع على الرغم من توتر العلاقة بينهما على غرار عزل الرئيس المصري المحكوم عليه بالإعدام محمد مرسي.
وبيّن أبو سعدة في حديثه لـ"شمس نيوز" أن الاتصالات بين مصر وحماس كانت تسير عن طريق أبو مرزوق الذي كان مقيما في القاهرة، معرباً عن اعتقاده أن الأوضاع الإقليمية تتجه نحو تحسين العلاقة مع مصر.
وقال: بالرغم من الحديث عن تحسن في العلاقة المصرية الحمساوية إلا أنها لن تعود ومصر كسابق عهدها زمن حكم مرسي حتى ما قبل عهده"، معللاً ذلك أن حماس جزء من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يعتبره الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي عدوه الأساسي.
وأوضح المحلل السياسي أنه إذا ما تحسنت العلاقة بين مصر وحماس فإن هذا يعني عودة الأولى إلى أخذ دورها الطليعي والقومي تجاه القضية الفلسطينية وقطاع غزة المحاصر، "بحيث يتم تخفيف الحصار ومساعدة الغزيين من خلال فتح معبر رفح"، لافتاً إلى أنه قد يكون هناك تعاون مصري حمساوي في مواجهة مشروع السلفيين أو الجهاديين في غزة وسيناء، على حد تعبير أبو سعدة.
وتغلق السلطات المصرية معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر منذ 24 أكتوبر من العام الماضي، عَقِب الهجوم المسلّح الذي تعرض له الجيش المصري في محافظة شمال سيناء، وأدى إلى مقتل 31 جنديًّا، وجرح آخرين، وتفتحه استثنائياً لساعات محدودة بين فترة وأخرى.
وفي الأعوام الماضية، اعتمد سكان قطاع غزة (1.9 مليون فلسطيني)، على جلب المستلزمات والمواد الغذائية، ومواد البناء، من مصر عبر الأنفاق الحدودية التي باتت في حالة شلل تام عقب حملة الهدم المكثفة والمستمرة التي يشنها الجيش المصري عليها منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي العام الماضي.