قائمة الموقع

مراكز الموت في غزة…حين تتحول المساعدات إلى أفخاخ قاتلة!

2025-08-04T16:04:00+03:00
مساعدات انسانية
شمس نيوز - مطر الزق

عشرات الألاف من الفلسطينيين ممن أنهكهم الجوع يتجهون يوميا إلى مراكز المساعدات التي يطلق عليها السكان "مراكز الموت"، أملا في الحصول على كيس من الدقيق أو بعض المعلبات التي قد تخمد أنين أطفالهم الجوعى.

 

ويدرك النازحين المنهكين سلفا أن الجوع عبارة عن موت مؤجل، أما رحلة الذهاب لفخ المساعدات فهي أشبه بموت محتوم، يقول أبو محمد الصفدي لمراسلنا: "لم أتوقع مطلقا في حياتي أن أذهب لمراكز المساعدات الإنسانية، أن عشت كريما معززا في بيتي وبين أسرتي، وما يجري ذل وإهانة".

 

ويسير الصفدي برفقة عشرات الألاف من مختلف الأعمار على مرمى البصر، عشرة كيلو مترات على الأقدام، ويختزلون في ذاكرتهم أنين أطفالهم الجوعى، ويشير إلى أنه ذهب أكثر من مرة لمراكز التوزيع المختلفة سواء في زكيم أو النابلسي أو مراكز المساعدات الأمريكية؛ لكنه كان يعود خالي الوفاض.

وينتظر الصفدي وألاف المجوعين لساعات طويلة تحت أشعة الشمس، ومع دخول شاحنات المساعدات يبدأ الاحتلال بفتح بنادقه سواء من طائرات مسيرة أو آليات عسكرية أو قناصة، صوب النازحين، فيما يحاصر المئات في مكانٍ كانوا يأملون فيه أن يجدوا طعاما لأبنائهم.

 

وفي غمضة عين يسقط العشرات من النازحين المنهكون جوعا دفعة واحدة، لكن المأساة تكمن في طريقة نقلهم للمستشفيات، فإن غياب سيارات الاسعاف دفع المجوعين لاستخدام عربات بدائية يجرها الدواب، فيما يموت آخرون في أرض المجزرة.

 

وتتكرر مشاهد الاصابات والشهداء يوميا أمام ناظري عبد الله مسلم الذي قال: "عندما ينهمر الرصاص فوق رؤسنا يسقط عدداً كبير من الناس بين مصاب وشهيد، وهناك الكثير من الشهداء يتركون في أرض المجزرة".

 

ويشير مسلم لمراسلنا إلى أن الهم الأكبر لدى غالبية المجوعين هو الحصول على كيس دقيق وبعض المعلبات بغض النظر عن سقوط المصابين والشهداء فهم يحاولون توفير لقمة العيش لأبنائهم الذين ينتظرون سد جوعهم واخماد أنين الوجع".

 

لم تنتهِ المأساة في مراكز الموت فقط بل تمتد لتصل إلى المستشفيات ومنها مجمع الشفاء الطبي الذي فقد القدرة على انقاذ حياة ألاف المصابين بينما يتلقى الغالبية العلاج على الأرض في حال توفره.

 

ويشهد القطاع الصحي في غزة انهيارا تام بسبب استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (2023) وفرض الحصار ومنع ادخال الأدوية والمستلزمات الطبية.

 

فرحلة البحث عن الطعام في غزة هي الأكثر خطورة على مستوى العالم، والحصول على كيس من الدقيق قد يكلف الاب حياته ويجعل الزوجة أرملة والأطفال أيتاما، لقمة تمزجها إسرائيل بدماء الفلسطينيين الهاربين من المجاعة.

اخبار ذات صلة