غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المبادرات التطوعية تنقذ حياة الناس في غزة

دفاع مدني
شمس نيوز - سجى قديح

يشهد قطاع غزة تزايداً ملحوظًا في المبادرات التطوعية الانسانية التي تسعى لإنقاذ الأرواح، وتوفير الإغاثة للمتضررين من الحرب، في ظل غياب شبه كامل للمؤسسات والمنظمات الانسانية العالمية ، وتفاقم غير مسبوق في المنظومة الصحية والخدمات الحيوية الأساسية.

في ظل الحصار المستمر، تواصل قوات الاحتلال قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ليبرز في المقابل دور فرق الدفاع المدني، الذين يشكلون خط الدفاع الأول، فهم يخاطرون  بارواحهم وسط القصف والدمار لانتشال الجرحى والعالقين من تحت الأنقاض، ويقول العميد محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة: "نحن نعمل في ظل ظروف كارثية، ونواجه نقصًا حادًا في المعدات والوقود، لكن فرقنا مستمرة في أداء واجبها الإنساني ،نحن لا نملك رفاهية التراجع، فكل دقيقة تأخير قد تعني فقدان حياة"

وبالرغم من قلة الإمكانيات وشحّ الموارد، ما زال رجال الدفاع المدني مستمرين في أداء واجبهم الإنساني بإيمان لا يتزعزع بأن كل دقيقة قد تنقذ حياة .

و بالتزامن مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع تنطلق مبادرات تطوعية يقودها شبّان وشابات، يبذلون كل ما بوسعهم لمساعدة النازحين في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح ،يعملون على توزيع الطعام ومياه الشرب في المخيمات، بواسطة وسائل بسيطة وجهودًا فردية في بيئة تفتقر ادنى مقومات العمل الاغاثي.

 تقول المبادرة ديما النجار احد المبادرين في العمل الاغاثي الانساني : "أنا أعيش نفس معاناة الناس، وما بقدر أتركهم بهيك ظروف. كل يوم الاحتياجات بتزيد والوضع بيصير أصعب، وإحنا بإمكانيات محدودة جداً. بنتعب كثير لتوفير وجبة، وبالنهاية ما بنقدر نغطي الكل. أصعب اللحظات لما نشوف أطفال راجعين بطناجر فاضية أو أمهات بيبكوا لأنهم ما لحقوا يوكلوا أولادهم. في ناس بتقدر جهدنا، وفي ناس منهارين، وما بنلومهم ، رسالتي للمجتمع الدولي الانساني افتحوا المعابر، أوقفوا الحرب، إحنا بنموت جوع ومرض"

ويقول ايضاً المتطوع عمرو وائل : "إن من أصعب المواقف التي تعرضت لها في هذا العمل، حين اندفع عدد من الأطفال نحو السيارة خلال توزيع الخبز، يتوسّلون لقمة طعام، وكان أحدهم يبكي ويقول: "إلي ثلاث أيام ما أكلت".

ويضيف: "كسرني الموقف ومن يومها وأنا أحاول أبتكر وجبات من المتوفر، وأشتري ما لا يقدر الناس عليه فقط لأساعد، في ناس تفهم وتدعي، وناس تنتقد وتهاجم، لكن اللي بيعطيني القوة إني أكون سبب في حياة ناس لسه بتحاول تعيش لانه غزة مش أرقام، غزة حياة "ختاماً طالما أن هناك وجعًا سيبقى هناك من يحاول تضميده. وفي خضمّ تضاعف الأزمات، لم تمت القلوب، وشباب غزة يثبتون في كل يوم أنهم ليسوا مجرد شهود على الألم، بل صنّاع للأمل.

ورغم أن غزة لم تعرف الراحة يومًا، إلا أنها ما زالت تنجب من يقف، ولو بيدٍ فارغة وقلبٍ ممتلئ بالحياة.