قائمة الموقع

الصحة النفسية في غزة فالحروب تصنع ندوبًا لا تُرى

2025-08-12T17:01:00+03:00
شهداء - أطفال - شهيد - الحرب على غزة (6).jpg
شمس نيوز - سجى قديح

في قطاع غزة، حيث تتكرر الحروب ويستمر الحصار، أصبحت مأساة الحرب جزءًا من الحياة اليومية المعتادة،  التي يعيشها الناس هناك وذلك ليظهر نوع اخر من الدمار والمعاناة النفسية التي تصيب الأطفال والنساء والشباب والشيوخ ،بسبب ما يعيشونه من ضغوطات نفسية وظروفا قاسية يصعب على العقل البشري ان يحتملها أو ان يتعايش معها.

فالاضطرابات النفسية في غزة لا تُرى، لكنها تسكن الأرواح والأجساد، وتسرق من الناس الطمأنينة والأمان، في ظل واقعٍ يُفرض نفسه على من لا حول لهم ولا قوة.

يُعتبر الأطفال في غزة هم أكثر من يدفع الثمن في هذا الواقع الأليم المستمر، فهم الفئة الأكثر تضررًا وتأثرًا بل إنهم ليسوا كباقي أطفال العالم؛ يولدون تحت حصار خانق، ويكبرون وسط القصف والدمار والخوف.

ووفقًا لتقارير صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد أصبح أكثر من 39 ألف طفل أيتامًا، بعد أن فقدوا أحد الوالدين أو كليهما. كما يُقدّر عدد الأطفال المنفصلين عن ذويهم بحوالي 17 ألف طفل، يعيشون في ظروف قاسية ومأساوية.

ويُعاني نحو 1.9 مليون شخص ويشكّل اكثر من نصهم اطفال من ظروف معيشية مزرية داخل المخيمات، في ظل نقص حاد في الرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والغذاء، والدواء، وهذا الأمر الذي يهدد مستقبلهم النفسي والجسدي .

ولا تقتصر المعاناة النفسية عل الأطفال فقط بل تمتد لتشمل النساء والشباب ايضاً الذين يعيشون أعباء نفسية ثقيلة تحت وطأة الحروب ،فالمرأة في غزة ضحية صامتة للحرب والاضطرابات النفسية ،فهي تحمل  أعباء تثقل كاهلها لتستطيع ان تحمي أطفالها وتوفر لهم ما يحتاجونه في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة فرغم التشرد والنزوح من بيتها تبقى متمسكة بدورها كأم وملاذ، تسعى بكل ما تملك من قوة وجهد لتوفير الامن والامان لاطفالها وسط الخوف في ظل غياب الأمان والخصوصية، خاصة في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح ، تعاني كثير من النساء بصمت من التوتر، والاكتئاب، والأرق، دون توفر الدعم اللازم ،ورغم الحاجة الملحّة، لا يزال الحديث عن الصحة النفسية محاطًا بالخجل، وسط نقص كبير في خدمات الرعاية النفسية. 

كما طالت المعاناة ايضاً الشباب، فهم  الفئة المهمشة وسط المعاناة فالحربٍ سلبت منهم أبسط حقوقهم في العيش بكرام،فهم يعيشون الآن  حالة مستمرة من الإحباط وفقدان الأمل، بسبب غموض الأوضاع ، وتدهور فرص التعليم والعمل، وهشاشة الاستقرار الذاتي والنفسي .

فالحرب سرقت منهم طموحاتهم وشغفهم وكل ما كانو يسعون اليه

ورغم تعب السنين لم يسلمو كبار السن في غزة من قسوة الحرب بل يعيشون شيخوختهم في ظروف صعبة دون رعاية كافية محاصرين بالخوف والعجز  والتتوق إلى زمن الاستقرار.

إن آثار الحرب في غزة لا تقتصر على الدمار المادي، بل تمتد إلى أعماق النفس، تاركة ندوبًا لا تُرى لكنها تُنهك الأرواح ،وبين أطفال فقدوا براءتهم، ونساء يُخفين الألم بصمت، وشباب تائهين، وشيوخ مثقلين بالوجع، يبقى الدعم النفسي ضرورة عاجلة وحقاً أساسياً لايمكن تأجيله.

اخبار ذات صلة