يروي المسن يوسف عامر (71 عاما) معاناته التي تفاقمت مع مرض السكر تزامنا مع اشتداد أزمة المجاعة في قطاع غزة وانعدام توفر الخضروات والطعام والأدوية المناسبة لحمايته من خطر ارتفاع أو انخفاض السكر في جسده.
ويؤكد المسن عامر لمراسل "شمس نيوز" أن معاناته مع مرض السكر تضاعفت بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية وبدأ يشعر بالإعياء والتعب الشديدين، فيما تصيبه رجفة تستمر لدقائق معدودة يخشى بسببها السقوط أرضا.
يحاول المسن عامر التعايش مع مرض السكر وعدم الاستلام، قائلاً: "على مرضى السكر أن يضعوا جدولا منظما لحماية أنفسهم من ارتفاع السكر وخطورته".
يلجأ المسن عامر لوضع جدول يومي للحفاظ على صحته قائلا: "أول شيء نفعله هو تناول العلاج بشكل منتظم إن توفر، أو تناول وجبة صغيرة من الخبز أو الرز، مما يساهم باستعادة التوازن للجسد".
أهم ما يفعله المسن عامر للحفاظ على توازنه هو المشي لمدة ساعة كاملة، ثالثا يحاول قدر المستطاع شراء حبات قليلة من الخضروات إن توفرت".
المسن عامر أصيب بمرض السكر منذ نحو (25 عاما) كانت حياته طبيعية جدا قبل الحرب لتوفر الأدوية والخضروات بشكل مناسب، لكن خلال حرب الابادة وانتشار المجاعة تأثرت حالته الصحية بشكل سيء جدا.
وبين عامر أن مرضى السكر تأثروا سلبا من الحرب لا سيما بالعامل النفسي، الذي تسبب بزيادة معاناتهم، يقول: "أنا شخصيا أعاني نفسيا من الحرب بسبب استشهاد أبنائي وأقاربي وهذا أدى لرفع نسبة السكر لمستويات خطيرة".
يضيف "يصل مستوى السكر وأنا صايم نحو 280 بينما وأنا مفطر 210 وهذه نسب مرتفعة جدا، وأشعر بأزمة كبيرة لعدم قدرتي للوصول للمستوى الطبيعي للسكر الذي يصل إلى 150".
ودعا المسن عامر مرضى السكر بضرورة وضع جدول للوقاية من مضاعفات المرض وتجنب الخطورة التي قد تصيبهم".
من جهته قال الدكتور عوني الجرو أخصائي مرض الغدد والسكر في مستشفى الشفاء بغزة: "الحرب أثرت على مرضى السكر بشكل سلبي لا سيما النوع الأول والثاني، لعدم توفر الأدوية والطعام المناسب للمرضى بسبب الحرب وتفشي المجاعة".
ويؤكد الدكتور الجرو في تصريح خاص لمراسل "شمس نيوز" بأن عمليات النزوح المتكررة والأثر النفسي كان له أثراً سلبيا على مرضى السكر، مع إشارته إلى أن الأدوية والأجهزة الخاصة لمرض السكر لم تعد متوفرة منذ بداية خرب الابادة".
ورصد الأطباء في مستشفيات قطاع غزة وفقا للدكتور الجرو الكثير من الحالات المرضية لا سيما النوع الأول، والتي تعاني من ارتفاع مستوى السكر وهبوط مفاجئ وحاد يسبب غيبوبة للكثير من المرضى وبعضهم دخل للعناية المركزة، لعدم تناول الأدوية والغذاء المناسب بشكل منتظم".
وشدد الدكتور الجرو، على أن الحل الأمثل لإنهاء مشكلة معاناة المرضى هو إنهاء الحرب وإدخال جميع أنواع الأدوية والأجهزة الخاصة والأطعمة والخضروات المتنوعة لإنقاذ الإنسان من الموت المفاجئ.
وبحسب بيان صحفي أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للصحة (الصادر بتاريخ 7 نيسان/ أبريل 2024)، فإن ما يقارب 350,000 شخص في قطاع غزة يعانون من أمراض مزمنة، حُرموا من تلقي الرعاية الصحية اللازمة، بينهم71,000 مصاب بمرض السكري، و225,000مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45,000مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى آلاف المرضى المصابين بالسرطان، والفشل الكلوي، وأمراض أخرى.
وأكد البيان أن نقص الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، وإغلاق مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك مستشفى السرطان الوحيد ومستشفى الأمراض النفسية في غزة، يعيق بشكل مباشر إمكانية حصول هؤلاء المرضى على الحد الأدنى من الخدمات اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
مع ارتفاع أسعارها المستمر وغياب البدائل، يسقط المرضى واحدًا تلو الآخر في صمت، ويُحرم الأطفال من أبسط مصادر الطاقة اللازمة للنمو والبقاء. تتحول الحياة اليومية إلى معركة قاسية ومؤلمة من أجل البقاء في وجه الحصار والمجاعة والمرض.