كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلاً عن مصدر أميركي في واشنطن، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، قدما للرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لاحتلال غزة، باعتبارها عملية عسكرية عنيفة تهدف إلى القضاء على حركة حماس بشكل كامل، دون الدخول في مفاوضات حول صفقة جزئية لتبادل الأسرى.
وبحسب المصدر، فإن ترامب يعتزم زيارة بريطانيا في 17 سبتمبر/أيلول المقبل، فيما يسعى نتنياهو لدعوته إلى زيارة "إسرائيل" قبل هذا الموعد، على أن تكون العملية العسكرية قد حققت أهدافها وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وكان ترامب قد صرح مؤخرًا بأن الحرب على غزة "ينبغي أن تنتهي، وأعتقد أن ذلك سيحدث خلال أسبوعين إلى ثلاثة"، وهو ما اعتبرته الصحيفة العبرية مؤشرًا على وجود فجوة بين ما يقوله نتنياهو للإدارة الأميركية والواقع الميداني في "إسرائيل".
وأضافت "هآرتس" أن نتنياهو غيّر استراتيجيته في الأسابيع الأخيرة، محاولاً إقناع ترامب بالتخلي عن اتفاق جزئي للإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين، معتبرًا أن خطوة كهذه قد تُسقط حكومته. وبدلاً من ذلك، طرح خطة لاحتلال مدينة غزة، بحيث تضمن في حال نجاحها إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين. ووفق الصحيفة، فقد اقتنع ترامب بهذه الخطة ومنح نتنياهو عدة أسابيع لتنفيذها.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن حديث ترامب عن قرب التوصل إلى تسوية في غزة جاء بمثابة دفع للوسطاء، إلا أن الملف لا يزال يواجه عقبات معقدة، ولا سيما في ظل تراجع أهميته لدى الإدارة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري مطلع قوله إنه "لا يوجد حتى الآن أفق جديد للمضي قدماً في المفاوضات، خاصة مع إصرار إسرائيل على صفقة شاملة وليس جزئية"، معتبرًا ذلك استمرارًا لسياسة المناورة.
وأكد المسؤول أن مصر وقطر أبلغتا "إسرائيل" بعدم وجود إحصاء دقيق للأسرى الأحياء حتى اللحظة، وأن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وترتيبات ميدانية تحددها المقاومة. كما حذرت القاهرة والدوحة من أن استمرار التصعيد يهدد مصير الأسرى، فيما عرضت مصر إدخال مساعدات غذائية بكميات كبيرة إلى غزة لتصل أيضاً إلى الأسرى، لكن "إسرائيل" لم تقدّم ردًا واضحًا بعد.