بلومبرغ
على الرغم من أنهما خصمان فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية، حيث تبرع واحد منهما بأكثر من 100 مليون دولار للجمهوريين، وكان الآخرمن المساندين لبيل وهيلاري كلينتون، اتحد أصحاب المليارات شيلدون أديلسون وحاييم سابان الآن لمكافحة التهديدات بمقاطعة إسرائيل.
واستضاف أديلسون وسابان مؤتمرًا لرجال الأعمال والنشطاء الموالين لإسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع في لاس فيغاس، للبدء بمبادرة تهدف إلى مواجهة التهديد المتزايد بفرض العقوبات الدولية ضد إسرائيل. وقال أديلسون، الذي يحتل المرتبة 25 على مؤشر بلومبرغ للثراء، في مقابلة مشتركة مع سابان عرضت على قناة إسرائيلية يوم السبت: “لا يتعلق الأمر كثيرًا بكونه ديمقراطيًا وبكوني جمهوريًا“. وبدوره، قال سابان: “عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، نحن على نفس الصفحة تمامًا“.
وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتجاه العالمي لمقاطعة ومعاقبة إسرائيل ردًا على سياستها تجاه الفلسطينيين، بالمصدر الخطر الكبيرعلى إسرائيل. واكتسبت قضية المقاطعة أهمية جديدة بعد أن قال ستيفان ريتشارد، وهو الرئيس التنفيذي لـ Orange SA يوم الأربعاء، إن شركة الاتصالات التي يديرها ومقرها باريس سوف تنهي صفقة ترخيص مع شركة الاتصالات الإسرائيلية “غدًا” لو لم يكن لديها قلق بشأن التداعيات القانونية.
كذب صارخ
ووصف سابان المولود في إسرائيل، والذي يملك الحصة الأكبر في شركة الاتصالات الإسرائيلية Partner، ما قاله ريتشارد بأنه “كذب صارخ”. وبدورهم، يقول أنصار المقاطعة إن تكتيكاتهم هي الوسيلة الفعالة الوحيدة لإجبار إسرائيل على وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، الذي يعد أمرًا غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويشكل عائقًا في طريق السلام مع الفلسطينيين.
وينظر المسؤولون الإسرائيليون إلى حركة المقاطعة على أنها جزء من حملة يشنها الفلسطينيون لنزع الشرعية عن “دولتهم”. ويقولون إن مستوطنات الضفة الغربية ليست هي الهدف الحقيقي لأنصار المقاطعة، “بل الهدف هو وجودنا في تل أبيب وبئر السبع وحيفا، وبالطبع القدس“، وفقًا لما قاله نتنياهو يوم الأحد.
قانون مكافحة المقاطعة
وقد أصبحت ولاية كارولينا الجنوبية يوم الخميس أول ولاية أمريكية تسن قانونًا جديدًا يهدف لمواجهة العقوبات على إسرائيل. ويمنع هذا التشريع الهيئات العامة من التعامل مع أولئك المشاركين في “مقاطعة شخص أو كيان تمارس كارولينا الجنوبية التجارة المفتوحة معه”. وهناك ولايات أخرى تدرس مشاريع قوانين مماثلة أو في طور الموافقة على اتخاذ تدابير مشابهة لما فعلته كارولينا الجنوبية.
وقال غادي ولسفيلد، وهو أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، إن قوة أديلسون وسابان المالية ونفوذهما السياسي قد يعززان الجهود لمواجهة حركة مقاطعة إسرائيل ويسجلان بعض النجاحات الفردية. ولكنه أضاف إن ذلك لن يكون كافيًا لمواجهة الاتجاه الأكبر لتزايد عزلة إسرائيل الدبلوماسية.
إلقاء اللوم على نتنياهو
وقال عضو البرلمان الإسرائيلي، إسحق هيرتسوغ، وهو رئيس حزب الاتحاد الصهيوني المعارض، إنه يجب وضع جزء من اللوم على سياسات نتنياهو فيما يخص موجة الانتقادات الدولية الراهنة. وقال هرتزوغ لراديو إسرائيل يوم الأحد: “الصمود أمام موجة العقوبات يتطلب وجود علاقة قوية مع الإدارة في واشنطن، ومبادرة دبلوماسية لتغيير الوضع لدينا، وقد فشل نتنياهو في كلا الأمرين“.
وبدورهم، يرفض بعض أعضاء حزب الليكود بقيادة نتنياهو وغيره من الفصائل في الحكومة الإسرائيلية تقديم أي تنازلات للفلسطينيين. وقال أحد هؤلاء السياسيين، وهو وزير التربية والتعليم ورئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، الأحد، إن أفضل استجابة لحركة المقاطعة هي بناء المزيد من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وقال بينيت في مؤتمر عقد في هرتسليا، شمال تل أبيب: “سوف نهاجم مهاجمينا. سوف نقوم بمقاطعة من يقاطعنا“.