قائمة الموقع

خبر قائد القوات الجوية الإسرائيلية: الأسلحة الثقيلة للحروب الصغيرة

2015-06-08T12:00:59+03:00

ديفينز نيوز

قال أحد كبار القوات الجوية الإسرائيلية إن من يعتقد أن طائرات إف-35 (F-35) أو غيرها من الطائرات المقاتلة المدججة بالسلاح لم تعد ذات أهمية للقتال في المناطق الحضرية، فعليه التفكير مرة أخرى.

رغم أن الأمر يبدو منافيًا للحدس  مع فكرة الضربات العملياتية، يصر قائد القوات الجوية الإسرائيلية،  اللواء أمير إيشيل، على أن الحروب الصغيرة وعمليات مكافحة التمرد في المستقبل سوف تتطلب الاستخدام المكثّف للذخائر الثقيلة.

أمّا البريجادير عميكام نوركين التالي لإيشيل في القيادة، وهو الرجل الذي سيصبح مدير التخطيط التالي لـ J-5 في إسرائيل ، فقد شبّه المفهوم التشغيلي للقوات الجوية الإسرائيلية بـ “لعب البلياردو بكرة بولينج”.

المقاتلون هم عصى البلياردو. من خلال المعلومات الاستخبارية الدقيقة، عليهم إدخال ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، والقنابل ذات القطر الصغير (SDB)، وقنابل بيفواي، والصواريخ إسرائيلية الصنع الذكية ذات الأثر الدقيق والفعالة من حيث التكلفة، كلها إلى جيوب محددة لما قد بدأت القوات الجوية تسميته بالتضاريس البشرية.

وفي عصر تنشر فيه المنظمات الإرهابية والجهات الفاعلة غير الحكومية مجموعة متنوعة من الصواريخ أرض-جو (سام) ذات القدرة المتزايدة، لم تَعد إسرائيل قادرة على الاعتماد على احتلالها للمجال الجوي.

ويصر إيشيل أنه في المستقبل حتى أصغر الحروب ستتطلب الاستخدام المكثف للقوة الجوية ثابتة الجناحين بقيادة قدرات متقدمة وحريصة تقدمها إف – 35.

“من يعتقد أن إف – 35 ليس لها مكان في حروب المدن الصغيرة لا يفهم عمق ومدى التهديد”، حسبما قال إيشيل في مؤتمر عقد في 27 مايو نظمه معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية للهواء والفضاء، وقد كان يدور حول “الفوز في الحروب الصغيرة ودور القوة الجوية”.

وأضاف “يشكل موضوع تحقيق التفوق الجويّ تحديًا اليوم حتى في وجه البلدان الصغيرة والجماعات الإرهابية التي تعرف كيفية نشر صواريخ سام”.

وقال إيشيل إن طائرات إف -35 الإسرائيلية – التي ستبدأ في الوصول في العام المقبل – ستشكل “سن رمح” إسرائيل، عن طريق “تمهيد الطريق لغيرها من الأصول” القادرة على حمل حمولات أثقل”.

وقال: “هذه الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس… ستكون عنصرًا مركزيًا من قوتنا في المستقبل”. كما أضاف: “إنها تعرف كيف تساهم في الحروب الكبرى والحروب الصغرى وكل شيء فيما بينهما”.

رغم الصعوبة التي تحدث عنها إيشيل، فقد قال إنه يمكن أن يتم ذلك بطريقة تحافظ على حرية التحركات والشرعية الدولية.

“لدينا قدرات هجومية غير مسبوقة وهامّة للغاية والتي ظللنا ننميها على مدى سنوات، ولدينا الآن القدرة على تنفيذها”.

وقال إيشيل: “في الحروب الصغيرة، يشكل تحديًا كبيرًا للغاية بالنسبة إلينا الحد من الأضرار الجانبية على الجانب الآخر عندما يستخدم العدو كل ما لديه لرفع الضرر الذي نضطر إلى إلحاقه به”.

“أولًا، وقبل كل شيء، التحدي الأخلاقي… يبدو ذلك كشعار، لكننا نفكر ونخطط ونعمل باستمرار مع وضع هذا التحدي في الاعتبار”.

وقال إيشيل إن القوات الجوية الإسرائيلية أظهرت الاستخدام المكثّف للقوة الجوية إلى جانب خطوات هائلة في العمليات المشتركة خلال الحرب على غزة، في الصيف الماضي، عندما ألقت طائرات إف -16 التي كانت تحلّق على ارتفاع منخفض 1 طن من الذخائر الموجهة بدقة وسط 250 مترًا من القوات الصديقة.

وقدّر خبراء هنا أنه في الشجاعية وحدها – وهي جزء مكتظ بالسكان في مدينة غزة – قصفَ سلاح الجو الإسرائيلي منازل متعددة الطوابق بنحو 100 طن من الأسلحة في أقل من ثلاث ساعات. تم اكتشاف مداخل أنفاق تحت بعض هياكل المباني.

أثار القصف إدانة دولية وسخرية غاضبة من وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، الذي عندما عَلِم من أحد مساعديه بالتصعيد، علّق “إنها عملية محددة بدقة”.

دافع كيري، في وقت لاحق، عن حق إسرائيل في فعل كل ما يلزم لتدمير الأنفاق وغيرها من المواقع التي يستخدمها المسلحون في غزة لشن هجماتهم.

في خطابه بمعهد فيشر، أشار إيشيل أن القوة الجوية الثقيلة ذات الأجنحة الثابتة لا تكتفي بتقديم الدعم الوثيق الفعال للقوات البرية، بل إنها أيضًا تخفّض الخسائر في صفوف العدو مقارنةً بالبدائل إذا اعتمدت إسرائيل فقط على قصف المدفعية أو غيرها من الأساليب الدقيقة.

وأضاف إنّ “طبيعة التهديد تتطلب معلومات مخابراتية دقيقة وقوة نارية كبيرة وراء كل المستويات التي كانت معروفة لدينا من قبل، من حيث الجودة وأيضًا من حيث الكمية”.

“في المجال الحضري، من أجل تدمير تلك المنازل وتدمير الأنفاق، تحتاج إلى أسلحة ثقيلة دقيقة لا يمكن أن تحملها سوى طائرة مقاتلة”.

منذ حرب غزة، لاحظ الخبراء هنا ارتفاعًا كبيرًا في مستوى تدريبات سلاح الجو في مناورته الخاصّة والمشتركة مع الولايات المتحدة واليونان والقوات الجوية الأخرى.

وبالنسبة إلى الحروب الكبيرة، مثل الجولة المقبلة من القتال في لبنان، يتم تدريب أعداد كبيرة من الطائرات المقاتلة المدججة بالسلاح لتنفيذ مهمات استهداف، والعودة لإعادة التسلح ثم الرجوع مجددًا وإعادة ذلك مرارًا وتكرارًا.

وقال إيشيل: “حتى بالنسبة إلينا، فإنه من الصعب استيعاب قوتها كلها… وأعتقد أنه في سياق لبنان، إنه على مستوى من الدمار لا يمكن تصوره”.

وأصر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، في حديثه في نفس المؤتمر،  أنه سواء خلال الحروب أو أثناء الحملات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ستستمر القوة الجوية في لعب دور محوري. وأشار إلى أنه من بين أكثر من سبعة آلاف هدف تم استهدافها خلال حرب غزة، تم تدمير أكثر من خمسة آلاف من الجو.

وقال يعلون: “تشكل القوة الجوية مركز ثقل في هيكل قوتنا وفي تنفيذنا لقواتنا”.

في الشهر الماضي، أبلغت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي التابعة للبنتاجون الكونجرس بحزمة تجديدات محتملة من الذخيرة الموجهة بدقة لمرحلة ما بعد حرب غزة بمبلغ 1.9 مليار دولار من أجل سلاح الجو الاسرائيلي. وشملت الحزمة التي تمت الموافقة عليها مسبقًا 14500 مجموعة ذيول ذخائر هجوم مباشر مشترك في أحجام تتراوح ما بين 500 رطل إلى 2000 رطل، إلى جانب 4100 من القنابل ذات القطر الصغير من نوع GBU-39، 2200 مجموعة من قنابل بيفواي.

وأثناء ذلك، تُعيد وزارة الدفاع الإسرائيلية تخزين إمدادات تتكون من أنظمة الصواريخ الذكية ذات الأثر الدقيق والفعالة من حيث التكلفة بوزن 250 رطل و1000 رطل و 2000 رطل والتي جرى استخدامها خلال الحرب على غزة. طورت تلك الصواريخ شركة رافائيل المملوكة للدولة، وهي تدمج مجموعة التوجيه الإلكتورنية الضوئية في قنابل بمستوى غير مكلفة مثل إم كيه-82، وإم كيه-83، وإم كيه-84، والتي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي كخيار راقي من ذخائر الهجوم المباشر المشترك المصنوع في الولايات المتحدة.

كما قال يوفال ميلر عنها حول حرب غزة: “لطالما كانت القوة الجوية ثابتة الجناحين دقيقة وفعالة، لكن كانت عملية الجرف الصامد مثالًا كلاسيكيًا على كيفية توظيفها بشكل فعال في المناطق الحضرية أيضًا”.

وأشار ميلر، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الجوية والاستخبارات في رافائيل، أن “كل شيء يبدأ مع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة. وبمجرد ما تتوفر لديك، وتكون لديك تلك المعلومات في الوقت الصحيح، تتيح القوة الجوية ثابتة الجناحين قيمة مضافة وهائلة، خاصّة عند مقارنتها بقدرات أخرى على الأرض تميل إلى أن تكون أقل دقة ومتاحة بشكل أقل”.

اخبار ذات صلة