لم يعد النزوح في غزة مجرّد انتقال قسري من بيتٍ إلى آخر، بل أصبح شبحًا يطارد الناس في ليلهم ونهارهم، يُرهق كاهل الأسر ويضاعف التفكير الدائري بين خيار البقاء في المجهول أو النزوح من جديد.
هنا في غزة، المواطنون والصحافيون على حد سواء يعيشون دائرة لا تنتهي من الصعوبات: تكاليف باهظة، إيجارات مرهقة، وانعدام الأمان. ومع كل ذلك، يظل الصوت الفلسطيني الحقيقي هو الأجدر بأن يروي تفاصيل المأساة، لا المفاوضات الباردة ولا الكلمات القادمة من خارج الحدود.
قال المواطن زهير المدهون بان النزوح لم يكن خيارا بكل كان فرضا قاسيا فرضته ظروف الحرب وانه ليس مجرد انتقال من مكان الى اخر بل هو اقتلاع قسري من الجذور ولكن عندما يغادر الانسان بيته لا يحمل معه سوى روحه وبعض ما تيسر من ممتلكاته ،تاركا خلفه حياة كاملة من الذكريات والاستقرار
وكما يقول بان النزوح لا يقتصر على الخسارة المعنوية فقط بل يحمل في طياته أعباء مادية ثقيلة .
وضح المدهون بان التكاليف أصبحت فوق قدرة أي اسرة من الاسر التي تريد النزوح من ايجار غرفة صغيرة او حتى مأوى بدائي يحتاج لمبالغ لا يمكن تحملها ومع توقف مصادر الدخل يجد الناس انفسهم عاجزين عن تامين ابسط احتياجات اسرته.
وكما يوضح المدهون الأسعار ارتفعت بشكل غير مسبوق الحصول على الطعام او الماء النظيف صار مهمة يومية شاقة
ورغم الظروف القاسية يؤكد المدهون ان الأهالي لا يزالون يتمسكون بالصمود ونحن لا نملك ترف اليأس رغم الاوجاع ونؤمن ان النزوح مؤقت وان العودة الى بيوتنا حق لا يمكن ان يسقطه الزمن وما نحتاجه اليوم ليس فقط المساعدة العاجلة بل أيضا تضامن انساني حقيقي يشعرنا اننا لسنا وحدنا في هذه المحنة
غزة اليوم ليست عنوانًا في الأخبار فقط، بل جرح مفتوح يصرخ بما يكفي ليشهد العالم أن من يعيش المعاناة هو وحده القادر على التعبير عنها.
منذ أن بدأت موجات النزوح المتكررة، يعيش الغزيون دوامة من الأعباء الثقيلة التي فُرضت عليهم قسرًا. فالنزوح لا يعني فقط فقدان البيت والأمان، بل يفتح أبواب معاناة جديدة تبدأ من البحث عن مأوى مؤقت وتنتهي عند الإيجارات الباهظة التي لا يقدر عليها معظم السكان.
في غزة، يضطر المواطن إلى دفع مبالغ كبيرة مقابل غرفة صغيرة أو بيت متصدع بالكاد يصلح للسكن، وسط ندرة الأماكن وصعوبة العيش. هذه التكاليف صارت تفتك بمدخرات العائلات القليلة، وتدفع الكثيرين إلى الاستدانة أو العيش في ظروف قاسية داخل مدارس الإيواء أو خيام مؤقتة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء.
الأمر لا يقف عند المال فقط؛ بل هناك الضغط النفسي الهائل الناتج عن النزوح المتكرر، حيث يتنقل المواطن بين مأوى وآخر، عاجزًا عن التخطيط لحياته أو تأمين مستقبل أطفاله. حتى الصحافيون الذين ينقلون الحقيقة للعالم، وجدوا أنفسهم في قلب المعاناة ذاتها: يكتبون عن النزوح وهم نازحون، يوثقون عن الغلاء وهم مرهقون من تكاليفه.
غزة اليوم تصرخ من وجع النزوح، من أثقال الإيجارات، ومن زمنٍ لم يترك للناس خيارًا سوى الصبر، بينما يراكم العالم صمته كما تتراكم معاناة الغزيين.
لم يعد النزوح بالنسبة لأهالي قطاع غزة مجرد انتقال قسري من بيت إلى آخر، بل تحوّل إلى عبء اقتصادي ونفسي يفتك بالسكان ويضاعف مأساتهم اليومية.
وفي ذات السياق أشار محمد (45 عامًا) يقول: "أدفع نصف ما أملكه لإيجار بيت صغير متصدع، ولو تأخرت يومًا يهددني صاحب البيت بالطرد. لم يعد لدينا طاقة لمزيد من النزوح".
كما أشار بان المعاناة لا تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تمتد لتشمل الضغوط النفسية الناتجة عن التنقل المستمر وفقدان الاستقرار، إذ يجد الغزيون أنفسهم عالقين في دائرة مرهقة بين البقاء في خطر أو النزوح مجددًا.
وأضافت أم خالد (نازحة) تروي: "نزحت أربع مرات مع أطفالي، وكل مرة أبدأ من الصفر. لا أعرف إن كنا سنبقى هنا أسبوعًا أو سنُجبر على النزوح مجددًا".
كما اضافت بان انعدام المساكن وتضرر آلاف البيوت، ارتفعت أسعار الإيجارات بشكل جنوني، حتى أصبحت الغرفة الواحدة تكلف مبالغ باهظة لا يقوى عليها معظم المواطنين. هذا الواقع دفع كثيرًا من العائلات إلى الاستدانة أو اللجوء إلى خيام مؤقتة ومدارس الإيواء، حيث يفتقرون إلى أدنى مقومات العيش الكريم.
مع انعدام المساكن وتضرر آلاف البيوت، ارتفعت أسعار الإيجارات بشكل جنوني، حتى أصبحت الغرفة الواحدة تكلف مبالغ باهظة لا يقوى عليها معظم المواطنين. هذا الواقع دفع كثيرًا من العائلات إلى الاستدانة أو اللجوء إلى خيام مؤقتة ومدارس الإيواء، حيث يفتقرون إلى أدنى مقومات العيش الكريم.
حتى الصحافيون الذين ينقلون الصورة للعالم يعيشون التجربة ذاتها، يوثقون النزوح وهم نازحون، ويكتبون عن الغلاء وهم مثقلون بأعبائه.
واكد محمود صحفي ميداني نحن نكتب عن الوجع ونحن جزء منه".
النزوح بات شبحًا يثقل الكاهل، والتفكير دائريًا بين البقاء تحت الخطر أو النزوح من جديد يستهلك أعصاب الغزيين. وفي خضم كل ذلك، لم يعد الناس يثقون في أي حديث تفاوضي أو وعود سياسية؛ هم وحدهم من يملكون الحق في رواية معاناتهم، لأنهم من يعيشونها لحظة بلحظة.
في ظل هذه الظروف، يؤكد المواطنون أن الصوت الحقيقي لمعاناة غزة يجب أن يخرج من داخلها، بعيدًا عن أروقة التفاوض، لأن من يعيش الوجع أصدق في نقله من أي طرف آخر.